تشهد محلات الإسكندرية للسجاد ظاهرة غريبة هي الأولي من نوعها وهي غزو السجاد الصيني والتركي مما أدي إلي تراجع عرش المنتج المصري وانخفاض مبيعاته. الغريب ان الاقبال تزايد علي المستورد من الأهالي خاصة حديثي الزواج لانخفاض أسعاره مقارنة بمثيله المصري ولألوانه الزاهية المتعددة والتي تتناسب مع أذواق وديكورات المساكن الحديثة ولأحجامه التي تتلاءم مع مساحات الوحدات السكنية الصغيرة. الأغرب من ذلك انتشار بيع الصيني والتركي علي أرصفة الشوارع وعلي عربات اليد مع الصبية والباعة بجميع مناطق الإسكندرية حتي الراقية مما دفع أصحاب المحلات للاتفاق مع بعض الأفراد للقيام ببيع المصري من مختلف الأحجام بالشوارع أيضا لمواجهة المستورد مقابل عمولة بيع معينة. بلغ سعر السجادة الصيني متوسط الحجم 250 جنيها في حين يصل سعر مثيلاتها المصري للضعف بينما يبدأ سعر السجادة التركي 370 جنيها للحجم العادي. حذر أصحاب المحلات من خطورة الجري وراء السلع الرخيصة المجهولة المصدرة وأن السجاد يعتبر من السلع المعمرة التي لابد من اختيارها بدقة. ويقول طارق عبدالناصر - مدير محل - ماذا حدث لسوق الصناعة المصرية ومنتجاتها التي تراجعت في الفترة الأخيرة بسبب غزو منتجات صينية بكافة أنواعها رغم سوء صناعتها وعدم جودتها. ويحذر من خطورة شراء السجاد الصيني لانه لا يرد ولا يستبدل وبه عيوب خفية لا يستطيع أحد رؤيتها وتظهر مع الوقت والاستخدام وان مستورديه يقومون بتخفيض أسعاره للعيوب التي به! أما توكل مرسي - مدير محل - فيقول: ان السجاد المصري له قيمته المتميزة وبالرغم من ذلك تتراجع مبيعاته مشيرا إلي ان سعر السجادة الصيني بلغت 250 جنيها بينما يصل سعر مثيلاتها المصري لأكثر من 500 جنيه ويقول ان الذي ساعد علي تفاقم المشكلة هي قيام الصبية والباعة الجائلين المتجولين بمعرفة بعض التجار والمستوردين لهذا النوع الردئ بالترويج له بالشوارع وعلي المنازل مستغلين انخفاض أسعاره وألوانه المتعددة التي تجذب الزبون وفي النهاية بعد فترة من اسخدامه يجد الزبون نفسه أمام بضاعة رديئة وتظهر عيوب تشطيباته من عدم اتقان السرفلة وترابط خيوطه بصورة جيدة ويضطر لإصلاحه ويتكلف مبالغ كبيرة. ويشير إلي ان الذي ميز النوع التركي جودة صناعته وألوانه المتعددة ورخص أسعاره. محمد خليل - موظف - يؤكد انه لا يهمه جودة الصناعة لأن السجاد في نظره واحد وانما هدفه ان يشتري سجادة سعرها منخفض وألوانها جميلة علي عكس المنتج المصري الذي ينحصر دائما في الألوان القاتمة والأحجام الكبيرة والتي لا تتناسب مع مساحات الشقق. أما إسلام محمود فيري انه يجب علي الشركات المصرية تخفيض أسعارها وتتنوع منتجاتها وألوانها لتنافس المستورد. يضيف فتحي حسين انه لابد من مراقبة المستوردين الذين يستوردون بضائع بأقل قيمة ومجهولة المصدر لضرب الصناعة الوطنية.