ماذا تفعل عندما تواجهك أزمة أو مشكلة؟ هل الحل هو محاولة الانتحار حرقا أو غرقا؟ ان الذين يحاولون الانتحار لظروف صعبة تواجههم يعانون من نقص الإيمان لأن المسلم الحقيقي يعي قول الله تعالي: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما". إن المسلم الحقيقي عندما يواجه أزمة لا يستسلم لها. ولا يتبع خطوات الشيطان. وإنما يحاول أن يجد لها حلا وأن يصبر ويعلم أن الأمور بالمقادير. وأن كل شيء بيد الله عز وجل القائل في الحديث القدسي: "أنت تريد وأنا أريد ولا يكون إلا ما أريد فإن سلمت بما أريد كفيتك ما تريد. وإن لم تسلم بما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد". لقد حدث في عهد سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه وجد رجلا قتيلا. فسأل صلوات الله وسلامه عليه: من قتل هذا؟ قالوا: يارسول الله: هذا رجل سطا علي غنم بني زهرة ليسرقها. فخرج عليه كلب الحراسة فقتله. فقال النبي صلي الله عليه وسلم في حق القتيل ثلاث جمل مهمة يجب أن نأخذ منها العظة والعبرة يقول عليه السلام: "قتل نفسه وأضاع دينه وكان الكلب خيرا منه". إن المسلم عندما يواجه ظروفا صعبة فإن واجبه أن يصبر ويلجأ إلي الله. ويعلم أن الأمور بالمقادير وصدق الله العظيم إذ يقول: "إنا كل شيء خلقناه بقدر. وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر". إن المسلم عندما تواجهه الظروف الصعبة فإن عليه أن يعلم أن الأرزاق بيد الله. وان من شك في رزقه شك في خالقه. وان التجربة مع الله عز وجل شك. وأن الإنسان لو هرب من رزقه راكبا الخيل لجري وراءه رزقه راكبا الريح حتي يصل إلي فمه بإذن الله رب العالمين. وصدق الله العظيم إذ يقول: "وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين". إن المسلم الحقيقي لا يعرف اليأس أمام مصاعب الدنيا وعليه أن يعلم أنه لا راحة في الدنيا. وأن هذه الدنيا إذا حلت أوحلت وإذا جلت أوجلت. وإذا أينعت نعت. وكم من غني رفعت له عمارات. فلما علت تركها ومات. ان المسلم الحقيقي يعلم أنه لا كرب وهناك رب. فالله سبحانه وتعالي قادر علي أن يحل مشاكلنا. فلا يفك الكرب إلا الله. ولا يشفي المرضي إلا الله. ولا ينجي الهلكي إلا الله. ولكن ماذا يفعل المسلم عندما يواجه الظروف الصعبة؟ إن عليه أن يتعاطي دواء من الصيدلية القرآنية قال عنه الحق سبحانه وتعالي: "فاصبر إن وعد الله حق. واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار" فالمسلم مطالب بالصبر عند الأزمات. وكذلك الاستغفار. لأنه يعلم أنه لا ينزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة وعليه أيضا أن يكثر من التسبيح في الصباح والمساء فيقول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. وصدق الحبيب صلي الله عليه وسلم حينما قال في الحديث الصحيح "كلمتان ثقيلتان في الميزان خفيفتان علي اللسان. حبيبتان إلي الرحمن سبحان الله وبحمده. سبحان الله العظيم". نسأل الله عز وجل أن يفك كروبنا وأن يسترنا بستره الجميل الذي ستر به نفسه فلا عين تراه هذا وبالله التوفيق.