رغم أن بورسعيد دفعت فاتورة العصيان المدني من قوت أبنائها الذين أغلقوا محلاتهم وتركوا كل شيء وراء ظهورهم من أجل الوقوف صفا واحدا لتحقيق مطالب مشروعة منها ما كانت تحلم به منذ سنوات طوال مثل التصدي لمافيا التهريب الجمركي وإعادة الحياة للمنطقة الحرة التي ضربها النظام السابق بالقاضية لترقد المدينة في غرفة الإنعاش منذ عام 2001 بالقانون المشبوه رقم "5". ومنها ما أحدثه النظام الحالي الذي خلفه يوم النطق بالحكم علي 21 شابا في قضية ستاد بورسعيد فضلا عن 42 قتيلا ومئات المصابين ينتظر أهاليهم أن يعاملوا كشهداء ومصابي الثورة.. إلا أن المدينة الباسلة ضربت مثلا في اليوم الثالث في عصيانها المدني السلمي.. عندما شارك نساءها وشيوخها وأطفالها ورجال صناعة الملابس الجاهزة الكبار في مسيرة حاشدة شارك فيها أكثر من 20 ألف عامل بمنطقة الاستثمار.. حيث تم الاتفاق مع مكتب هيئة المستثمرين علي إنهاء العمل نصف يوم وذلك في استمرار العصيان المدني لليوم الثالث علي التوالي. حثت المسيرة الشعب علي المشاركة في كتابة نضال جديد لأحفاد 56. وخرجت المسيرة الحاشدة من الاستثمار كطوفان من البشر لا يوقفه أحد. يصرخ بأعلي صوته مطالبا بالعدل والإنصاف في قضية شعب قدم أروع الأمثلة علي التضحية والفداء طوال أحلك فترات النضال الوطني في حروب مصر السابقة.. حتي استقرت المسيرة في ميدان الشهداء "المسلة" حاملين اللافتات الخاصة بكل مصنع والتي تتضامن فيه المصانع مع أهالي المدينة في مطالبهم.. ورفعوا تابوتا عليه علم بورسعيد "اللون الأخضر والأبيض والأسود وصور الشهداء ولافتات تدعو للقصاص وإسقاط مرسي والمرشد". وزعت النقابة العامة للعاملين بالاستثمار بيانا أدانت فيه الممارسات الوحشية التي يتعرض لها شعب بورسعيد ومعاملة الرئاسة بمكيالين تجاه ما حدث في بورسعيد. والإصرار علي التجني علي محافظات القناة. وطالبت النقابة باعتذار رسمي من رئاسة الجمهورية لمحافظات القناة وخاصة بورسعيد. نقلت الدراجات البخارية كبار المسنين وغير القادرين علي السير في المسيرة لطول المسافة في الشارع الذي يصل المدينة جنوبها وشمالها كما ارتدوا شارات سوداء علي الرأس وملابس سوداء للتعبير عن غضبهم علي ما وصل إليه الحال بالمدينة الباسلة. بينما شاركت النساء في المسيرة بأعداد كبيرة وتعالت أصواتهن صراخا ورددن "دم شهيدي مش بفلوس وبكرة علي الإخوان هندوس".. و"عبدالناصر قالها زمان الإخوان ملهومش أمان" توجهت المسيرة إلي محكمة بورسعيد هاتفين ضد رئيس المحكمة مطالبينه بإخراج المحبوسين.. وكان المتظاهرون والمحتجون قد توجهوا إلي شارع الجمهورية ثم إلي ميدان المعديات حيث عطلوا المعديات التي تربط بين بورسعيد وبورفؤاد قرابة ساعتين مما أحدث ربكة في المرور من الجهتين. ثم استقل قرابة خمسة آلاف شخص المعديات لأول مرة إلي بورفؤاد حيث توجهوا إلي المدارس وإدارات التعليم. وقاموا بإخراج العاملين بها. كما انتشر عدد من المتظاهرين في مناطق الزهور والضواحي وتوجهوا أيضاً إلي نادي المحافظة وكذلك منطقة الاستثمار الصناعية حيث قاموا بتحطيم عدد من الأتوبيسات التي تنقل العمال من محافظاتهم إلي بورسعيد أثناء وقوفها في محطة لتموين السيارات تتبع القوات المسلحة. وفي طريق عودتهم تمكنوا من دخول المنطقة الجمركية بحشود كثيفة لتنضم إليهم مجموعات من أبناء بورسعيد الغاضبون من الأوضاع المعيشية والتجارية وصعوبة الحياة اليومية. قال محمد أحمد محمد "32 سنة" عامل بمصنع ترانس: خرجنا بمحض ارادتنا للتضامن مع أهالينا لاستعادة حقوقهم الضائعة. قال عاطف محمد أحمد "33 سنة" عامل بالاستثمار: جئنا للمشاركة في المسيرة والعاصيان متطوعين ونحن علي يقين أن ما حدث في مباراة المذبحة بتدبير من طرف آخر. شارك محاميو بورسعيد في المسيرة بعد موافقة لجنة الحريات بنقابة المحامين علي الانضمام للعصيان المدني.