لأول مرة في تاريخ كرة القدم المصرية يصل تصنيف المنتخب ليكسر كل الحواجز ويصل إلي المركز السبعين بعد أن كان يوماً أحد العشرة الأوائل بين فرق عالم اللعبة.. حتي أن الاتحاد الدولي وصف هذا الترتيب بأسوأ مركز للفراعنة منذ انطلاق التصنيف الشهري للفيفا عام ..1993 وكان أسوأ مركز حققه منتخب مصر احتلاله المرتبة 61 في فبراير 2011 ثم 64 في مارس من نفس العام في حين وصل إلي المركز 54 عالمياً في الشهر الماضي فقط أي أنه تراجع 16 مركزاً خلال شهر واحد. ويرجع السبب في هذا التراجع لعدم مشاركته رسمياً في بطولة أفريقيا التي انتهت أخيراً وحصدتها نيجيريا وكذلك بعد هزائمه الثلاث في المباريات الودية التي لعبها أمام غانا صفر/3 وكوت ديفوار 2/4 وأخيراً شيلي 1/2 وهذه النتائج مهداة للذين يقللون من نتائج المباريات الودية للفريق. وبالقطع تسبب تخلف المنتخب عن بطولة أفريقيا لدورتين متتاليتين إلي تراجعه القاري إلي المركز ال15 وهو الذي احتكر المركز الأول سنوات طويلة لتتصدر كوت ديفوار الترتيب الدولي والمركز 12 دولياً وغانا 19 ومالي 25 ونيجيريا بطل هذه الدورة .30 ولم يتوقف تراجع الكرة المصرية علي المستوي الدولي والأفريقي فقط ولكنه وصل أيضاً للمركز الرابع عربياً خلف الجزائر وتونس وليبيا. هذا التخلف يجعل أي مصري متابع لتاريخ كرة القدم منذ مطلع القرن الماضي يخجل مما جري أمام ما تشاهده من نتائج التصنيف ونحن نري فرقاً أقل كثير.. وكثير من بلدنا ودخلت اللعبة إلي بلادهم بعدنا بعقود كثيرة وتتقدم علينا مثل غانا التي دخلت نادي العشرين علي العالم بعد تقدمها 7 مراكز نتيجة وصولها إلي الدور قبل النهائي للبطولة الأفريقية الأخيرة وكوت ديفوار التي لم يستطع فريقها الفوز علي منتخب مصر من خلال 17 لقاء غير ثلاث مرات في حين انتصرت مصر 12 مرة وتعادل الفريقان مرتين فقط وذلك منذ أول لقاء عام 1970 حتي آخره الذي جري في أبوظبي الشهر الماضي وفاز فيه الفريق الأفريقي. ذكرني ما يحدث للمنتخب ما وصل إليه حال الجنيه المصري الذي واصل تراجعه إلي أدني مستوي أمام كل العملات الدولية والعربية بعد أن كان يساوي ثلاثة دولارات يوماً ما إلي أن وصل الآن إلي أقل من سدس الدولار وبعد إن كانت اجدعها عملة عربية عشرة بجنيه واحد وصلت الآن العملة الواحدة من الدرهم أو الريال إلي الضعف ولا تحدثني عن الكويت التي تخطت العشرين جنيهاً للدينار. هكذا أصبح حال الكرة المصرية التي تقدمت عليها معظم الفرق الأفريقية والتي لم نسمع عنها إلا في السنوات الأخيرة أمام تأخر الكرة المصرية. لذي فإن التبريرات الجاهزة والتي تعيد هذا التأخر إلي توقف النشاط ولكنه في حقيقة الأمر ليس كذلك بدليل فوز الأهلي ببطولة أفريقيا وتقديم عروض طيبة ووصوله لبطولة العالم للأندية لتعرف الحقيقة أن إدارة اللعبة ذاتها هي السبب الرئيسي في التراجع المخذي. يبقي الأمل في تصفيات كأس العالم مع مزيد من الاهتمام الفني والإداري من الجهاز الحالي واتحاد الكرة حتي يجتاز الفريق الأدوار الحالية في دوري المجموعات ويصعد للتصفية النهائية التي سوف تشهد ضرب نار حيث تحدد الفرق الخمسة الصاعدة لكأس العالم. وعليه يكون المطلوب تهدأة الأوضاع بين مجلس إدارة اتحاد الكرة والجهاز الفني ولم الشمل بأقصي ما يمكن ونبذ الخلاف بين أفراد الفريق كما هوحادث الآن مع عصام الحضري حارس المرمي الأول لعلنا نصل إلي التصنيف والترتيب الذي تستحقه لعبتنا الشعبية الأولي وتاريخها الحافل بالإنجازات.