في سنة 1941 أصدر حسين سري باشا رئيس الوزراء قراراً بتشكيل لجنة مركزية لدراسة مشروع سمي في ذلك الوقت "بمشروع الحفاء" فقد كان السائد لدي المصريين الفقراء والفلاحين أن يسيروا حفاة دون ارتداء أحذية أو نعال أو ما يقي أقدامهم وقد أدي ذلك إلي إصابة أعداد كبيرة منهم بالأمراض المستوطنة وأمراض الدم وذلك بسبب التصاق الطفيليات بأقدامهم وتسربها إلي داخل أجسادهم. ولقي هذا المشروع اهتماما كبيراً خصوصاً من الملك فاروق الذي وضعه تحت رعايته .. وبمجرد أن نشرت الصحف دعوة الحكومة للمواطنين للتبرع وفي خلال شهر واحد تسابق الأفراد إلي التبرع وقد تبرع كما ذكرت الصحف 22 فرداً من وجهاء الأمة وأثريائها بمبالغ وصلت أكثر من 38 ألف جنيه .. وكان أقل تبرع هو مائة جنيه والأكبر مبلغ خمسة آلاف جنيه. في الوقت نفسه تبرعت 14 هيئة وشركة ومديرية بمبالغ وصلت إلي عشرة آلاف و114 جنيها .. وتميزت مديرية أسيوط بأكبر تبرع فقد وصل قيمة ما قدمته 6500 جنيه وذلك بخلاف التبرعات الصغيرة التي ساهم بها بعض المواطنين من ذوي الدخول المتوسطة. كان هذا مشروع لانقاذ الفقراء والفلاحين من الأمراض المستوطنة وتم تقديم حذاء لكل فقير .. ودائماً يلبي المصريون نداء الإنسانية في كل وقت .. وعندما قامت ثورة 23 يوليو كان هناك قطار الرحمة الذي طاف بأنحاء مصر حيث تم جمع معونات كثيرة ومبالغ ضخمة تم توزيعها علي المحتاجين ثم ظهر مشروع معونة الشتاء الذي قام علي توزيع ملابس وأغطية علي الفقراء .. لوقايتهم من برد الشتاء. وخلال السنوات القليلة الماضية ظهرت جمعيات أخري وجهت الدعوة إلي المصريين للتبرع لمساعدة الناس البسطاء في إيجاد فرص عمل لهم أو مساعدتهم في إقامة مشروعات صغيرة .. ومساعدة كل من هو في حاجة إلي مساعدة .. من البسطاء والفقراء والمحتاجين وهكذا الرحمة والمشاعر الإنسانية متدفقة من المصريين علي مدي التاريخ.