حرب شوارع سادت منطقة المجلس المحلي بالإسكندرية واختلط الحابل بالنابل فالمتظاهرون يلتحمون بالأمن تارة.. والأهالي من سكان منطقة كوم الدكة تارة اخري.. ومجهولون يضربون الجميع.. وهكذا.. يوم حافل بالأحداث بالرغم من قلة أعداد المتظاهرين طوال اليوم. ففي تطور سريع للأحداث الدرامية التي تشهدها الإسكندرية قام ما يقرب من "ألفين" من المتظاهرين بقطع طريق الكورنيش بالقرب من مسرح السلام بمصطفي كامل دائرة سيدي جابر. حيث تم احراق "15" إطار كاوتش علي جانبي الطريق وافترش المتظاهرون من النساء والرجال الأرض مانعين السيارات من المرور. علي الجانب الآخر اختفي رجال المرور من المنطقة بأكملها لتظهر الشرطة العسكرية بدلاً منهم لتسيير الحركة المرورية في ظل قطع الطريق.. كما قام مجموعة من الشباب المتطوعين بتسيير الحركة المرورية بالشوارع الجانبية. تردد بمنطقة سيدي جابر حدوث عملية اقتحام لحي شرق إلا أن الواقع كان مختلفاً حيث اكتفي المتظاهرون بكتابة عبارات تهاجم الإخوان والاعلان ان مقر الحي هو المقر المؤقت لمحافظة الإسكندرية المستقلة ولم يتم اقتحام الحي وتجمع النشطاء أمام منزل محافظ الإسكندرية بجليم بالرغم من أنه لا يقيم فيه. أما أمام المجلس المحلي المقر المؤقت للمحافظة فبالرغم من قيام شركة القمامة بجمع القمامة صباحاً والملقاة طوال أول أمس.. وبالرغم من قيام ادارة الدفاع المدني بغسل الشارع بالمياه واعادة فتح أبوابها.. إلا أن الحال عاد لما هو عليه من قذف قوات الشرطة بالحجارة. وتصدرت مجموعة "بلاك بلوك" المشهد أعلي موتوسيكلات حاملين الصواعق الكهربائية والاسلحة البيضاء لحماية المتظاهرين..في الوقت الذي ظهر فيه أشخاص مجهولون يحملون الأسلحة البيضاء وأسلحة خرطوش لتفريق المتظاهرين. وفي ظل الظلام الدامس الذي يحيط بجميع الشوارع المؤدية للمجلس المحلي اختلط الحابل بالنابل في ظل قيام قوات الأمن المركزي بإطلاق كميات مكثفة وبصورة عشوائية من الغازات المسيلة للدموع حولت المنطقة بأكمالها إلي كتلة ضبابية خاصة بعد قيام المتظاهرين باحراق "الكاوتش" وصناديق القمامة بالمنطقة. المستشفيات الميدانية انتشرت في الشوارع الجانبية المؤدية للمجلس المحلي وتبرع سائقو "التوك توك" بنقل المصابين بالاختناق إلي المستشفيات الميدانية بعد ظهور اعداد مكثفة من التوك توك في محيط المجلس المحلي. كما أشعل مجهولون النيران في مبني التموين بمنطقة حمام الورشة بحي غرب بعد إلقاء العشرات من زجاجات المولوتوف علي المبني. من ناحية أخري طالبت نيابة شرق الإسكندرية بمزيد من التحريات حول "21 متهماً" يتم التحقيق معهم بمبني مديرية الأمن بعد أن تم القبض عليهم في دائرة منطقة المجلس المحلي وتم حجزهم لليوم لمعرفة دور كل منهم في الأحداث. من ناحية أخري شهدت شوارع الإسكندرية مشاجرات بالجملة بين المتظاهرين وسائقي الميكروباص الرافضين لقطع الطرق في ظل ارتفاع جنوني لأسعار الخضر والفاكهة بسبب غلق الأسواق مبكراً خوفاً من البلطجية. ومع توتر الأجواء في وسط وشرق الإسكندرية. تعيش منطقة غرب الإسكندرية في مناخ من الهدوء التام وتسيير الحركة المرورية والسهر حتي ساعة متأخرة وكأنها منعزلة عن المحافظة بأكملها. قام شباب الجامعة والمعاهد طوال الليل بالكتابة علي جدران الحوائط والاحياء بعبارات تشجب الاخوان المسلمين والمرشد العام وانهم لن يكفوا عن المظاهرات. كما قام المتظاهرون بمنطقة شرق اسكندرية بالاستيلاء علي الشوارع العمومية وراحوا يفتشون كل سيارة عما اذا كانت تحمل شعاراً للحرية والعدالة من عدمه.