افتتح الرئيس الدكتور محمد مرسي أمس الدورة الرابعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بأرض المعارض بمدينة نصر الذي يعقد هذا العام تحت عنوان "حوار لا صدام". قام الرئيس بجولة في اجنحة المعرض المختلفة صاحبه فيها محمد صابر عرب وزير الثقافة والحبيب لامين وزير الثقافة الليبي الذي تعتبر بلاده ضيف شرف المعرض هذا العام حيث تفقد الرئيس أجنحة الهيئة المصرية العامة للكتاب وجناح القوات المسلحة والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت وإسبانيا وبعض الدول العربية والاجنبية المشاركة كما زار جناح دار التحرير للطبع والنشر ودار اخبار اليوم ومؤسسة الأهرام. تفقد الرئيس معرض الطفل وأدار حواراً مع عدد من الأطفال ثم توجه إلي لقاء مع الناشرين المصريين والعرب حيث أكد الرئيس خلال اللقاء ان معرض القاهرة الدولي يواكب تنظيمه هذا العام ذكري حدثين مهمين يحتفل بهما المصريون الأول ذكري مرور عامين علي قيام ثورة 25 يناير.. تلك الثورة التي قادتنا وتقودنا إلي مصر الجديدة وتستحق منا الحفاوة والاحتفال بها ونشر تفاصيلها ومحتواها كما تستحق منا الإصرار علي سليمتها والتمسك بأهدافها والمضي نحو تحقيق هذه الأهداف. أما الذكري الثانية فهي الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف التي تحيي الكثير من المعاني وأهمها الحوار بين صاحب الرسالة النبي محمد - صلي الله عليه وسلم - وبين الناس وأن أصل الدين والدعوة يقوم علي الحوار وإقناع الناس بما نزل علي النبي من السماء دون إكراه واختيارهم بحرية كاملة.. والتأكيد علي أن الحرية والرأي والرأي الآخر والاقتناع أو عدمه مع بقاء الصلة بين المتحاورين هما الأساس لنجاح أي دعوة. قال الرئيس إن معرض القاهرة الدولي للكتاب يقام هذا العام تحت عنوان "حوار لا صدام" وهو ما يوحي بوجود صدام بين القوي المختلفة وهو ليس صحيحاً وإنما لدينا الآن في مصر تنوع وتعدد في وجهات النظر وفي الرؤي والتصورات لكيفية عبور مصر لهذه المرحلة الحرجة إلي المستقبل الافضل الذي نرجوه جمعياً. قال الرئيس إن المصريين يعيشون حالة من الحوار الجاد والديناميكية العالية والنقاش وأن هذا التنوع في الرؤي والأفكار يثري التجربة ويساهم في نجاحها ودفعها للأمام مشيراً إلي ان هذا الحوار ليس هدفاً في حد ذاته وانما هو وسيلة لتحقيق الأهداف التي قامت الثورة من اجلها. قال الرئيس ان الناشرين واصحاب صناعة الكتاب يلعبون دوراً مهماً في نقل المعرفة والفكر والتاريخ ليستفيد منه الناس ويمثلون معلماً رئيسياً في نشر ثقافة العصر. اشار الرئيس إلي صناعة الكتاب في مصر في حاجة ماسة إلي الرعاية والدعم والتشجيع وان هذا القدر الهائل مع المعرفة والعلم بجميع قطاعاته يحتاج لصناعة قوية قادرة علي تقديمه ونشره ليستفيد منه الناس. أكد الرئيس علي ضرورة تغيير قانون النشر رقم 20 لسنة 1936 المعمول به حالياً واصدر الرئيس توجيهاته لوزير الثقافة بسرعة إعداد مشروع القانون الجديد وتقديمه إلي مجلس الشوري الحالي أو إلي مجلس النواب المزمع انتخابه خلال الشهور الثلاثة أو الأربعة القادمة. قال إن صناعة الكتاب مازالت هي حجر الزاوية والعمود الفقري لنشر المعرفة بكل مجالاتها رغم التقدم في وسائل الاتصال الأخري. أضاف إنه من حسن الطالع اختيار الشقيقة ليبيا لتكون هي ضيف شرف المعرض هذا العام لأن ثورات الربيع العربي التي انتقلت من تونس إلي مصر وليبيا تمثل معالم لحركة ونهضة شعوب هذه الدول التي تاقت للحرية والحوار والابداع والإنتاج في شتي المجالات. خاطب الرئيس الناشرين قائلاً إن مسئولياتكم كبيرة في توثيق الثورة وجمع المعلومات عنها وتحليل الاسباب التي قامت تمن اجلها وعمل الملاحم التي تحفظ تاريخها لتكون معلماً للاجيال القادمة. أكد الرئيس علي دور الدولة الراعي لصناعة الكتاب ومنظومة النشر وأنها لن تتخلي ابداً عن القيام بهذا الدور. أكد الرئيس علي ضرورة الاهتمام بالترجمة كعامل مهم في نشر الثقافة ونقل المعرفة والعلوم. من جانبه أكد الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة أن الكتاب هو السفير الأول لمصر في العالم والمنطقة العربية منذ أكثر من قرن ونصف القرن وان المؤلفات المصرية اسهمت في تشكيل الوعي العربي كما شدد علي ان الكتاب المطبوع سيظل الأكثر جاذبية وشيوعاً علي الرغم من المنافسة من جانب النشر الإلكتروني. طالب عرب اتحاد الناشرين العرب بتوسيع التعاون في مجالات الترجمة والنشر وكفالة حقوق الملكية الفكرية لحماية حقوق المؤلف كما دعا لتأسيس شركات عربية لتوزيع الكتاب لتحقيق حلم الوصول لكل قرية عربية. في ختام اللقاء دار حوار بين الرئيس مرسي والناشرين حول المشاكل والمعوقات التي تواجه صناعة النشر والكتاب في مصر والعالم العربي.. حيث طالب المهندس عاصم شلبي رئيس اتحاد الناشرين المصريين الحكومة بان تخصص أراض للناشرين خارج القاهرة بأسعار مناسبة لاقامة مدينة صناعية للنشر تضم مطابع ومؤسسات للتوزيع كما طالب بتطوير أرض المعارض وتوسيعها لكي تستوعب الكثافة السكانية المتزايدة بالعاصمة.. وعقب مرسي قائلاً انه ليس هناك أي مشكلة لتنفيذ الاقتراح داعياً اتحاد الناشرين بتقديم دراسة وافية متكاملة حول مدينة النشر المقترحة.. وبالنسبة لأرض المعارض وعد الرئيس بتطويرها للتواكب مع العصر وتطورات صناعة النشر.