* عندما يصل الأمر إلي هذا الوضع المظلم والواقع الأليم.. عندما ينقسم الشعب علي نفسه بهذه الطريقة ولا يجد مخرجا لما هو فيه فله الحق أن يكفر بالثورة ويلعنها ويتمني أن يعود الوضع إلي ما كان عليه قبلها وأن يعيش تحت لواء حاكم فاسد ظالم خيراً من أن يعيش أياماً سوداء لا يعرف فيها إلا العراك والتنافر والانحطاط في كل شيء. * لقد أوصلنا فلول النظام الفاسد ومن يتعاون معهم إلي هذه الحالة التي نلعن فيها لحظة الصدق والتوحد في حياتنا لحظة انطلاق شرارة الثورة التي كان ينتظرها رجال ونساء من كل الأجبال وفعلها الشباب ونجح وتلقفها الكبار من جديد ليفشلوا ويضعونا في بؤرة أسوأ وأضل سبيلا. * أكثر من عامين ونحن نعيش في دوامة لا نهاية لها وننتظر أملا لتحقيق الهدوء لا يأتي وأصبحنا أمة ممزقة مهترئة تضحك من خيبتها الأمم.. فالشعب الذي قدم نموذجا أبهر العالم بثورة سلمية رائعة من أجل الحرية والديمقراطية والعدل لم يجن شيئا سوي الصراع علي سلطة يتقاتل عليها أحزاب ضعيفة ورجال لا يستطيعون تحمل المسئولية. * الكل لا يعرف أن مصر أكبر من أي فصيل وأكبر من أي جماعة أو تيار العالم كله يعرف أن مصر أكبر مما يتخيلون ما عداهم. الكل يعرف أن مصر في هذه اللحظة تحتاج إلي كل أبنائها المخلصين تحتاج إلي تكاتفهم وخبراتهم ووحدتهم وأحلامهم. * يا أيها المتنافرون أرحمونا مما تفعلون واجلسوا مع العقلاء ليس لتقسيم الكعكة ولكن لإنقاذ مصر وإعادة الثقة بالثورة النبيلة التي لم يجف دماء شهدائها من الشباب. * التاريخ سيذكر لكم ما أوصلتم مصر إليه الآن ولن ترحمكم الأجيال القادمة والأجيال الحالية.. لن يسامحكم الشعب المصري إذا لم تعدلوا مساركم وتضعون عقولكم في رءوسكم وتدركون أن مصر بلد كبير ولن يكون عزبة لأحد ولن يتكرر ما حدث مع مبارك. * لكم جميعا أن تدركوا أن الشعب المصري تحرر بالفعل تحرر من الخوف ومن الظلم ومن الطغيان ومن الفساد.. لن يسمح بتكرار ما حدث ولن يهنأ علي السلطة كل من تسول له نفسه أن مصر ستكون نهيبة من جديد وخاضعة من جديد. * ليس أمامكم جميعا إلا طريق واحد هو صناعة مصر الجديدة بمواصفات عالية الجودة في السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية وأنتم تدركون أن مصر ليست فقيرة ولكنها تحتاج إلي إدارة محترمة ومشتركة من الجميع.