* تسأل هدير فتحي من الاسكندرية: ما هي عورة المرأة المسلمة أمام غير المسلمة وكذا أمام غيرها من النساء؟! ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمة استاذ الشرعية الاسلامية بجامعة الازهر الشريف: من المقرر شرعاً أن جسد المرأة المسلمة كله عورة لا يجوز اظهاره عيانا بيانا لغير ضرورة ملحة ملجئة ما عدا الوجه والكافين. قال الله تبارك وتعالي "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" والمراد بغض البصر كف النظر إلي المحرم. والمراد بحفظ الفروج حفظها من النظر إليها ومن لمسها ومن مباشرتها إلا علي زوج. ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ضرورة. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن المرأة عورة فإذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان وإن أقرب ما تكون من رحمة ربها وهي في عقر بيتها".. وحكم عورة المسلمة بالنسبة للنظر إليها تأخذ أصولاً أربعة: أولاً: عورة المسلمة للرجال الأجانب. حكمه: جميع بدن المرأة الحرة عورة يحرم النظر من الرجال الأجانب إليها إلا الوجه والكفين فيباح كشفهما إذا أمنت الفتنة. لأن النظر يريد الزنا وسهم مسموم يصيب القلوب ويزرع فيها الشهوة من أجل ذلك وسداً لذرائع استحلال الأعراض حرم النظر إلا مادعت إليه الضرورة كالطبيب والخاطب والقاضي في مقام الشهادة ومعاملات تستدعي كشف الوجه والكفين. ثانياً: عورة المسلمة للرجال والمحارم. حكمة: يحرم نظر الرجال المحارم علي المرأة كإبنها وأبيها وأخيها وعمها وخالها وأمثالهم إلي جميع بدن المرأة ماعدا الوجه والكفين وشئ من ظاهر البدن كالطراف محددة: الرأس والرقبة وجزء من ساق. ثالثاً: عورة المسلمة بالنسبة للنساء المسلمات إذا كن صالحات في خلوة ومكان مأمون ما بين السرة والركبة. رابعاً: عورة المسلمة لنظر غير مسلمات أو فاسدات الأخلاق. هي جميع بدنها ماعدا الوجه والكفين. ولا يجوز كشف ماعداهما. إلا لضرورة قصوي كالتداوي لطبيبة وما أشبه. إن الاحتشام وصيانة وحماية الأغراض من المصالح الضرورية الكبري المهمة. وإن الشريعة الإسلامية تشد ذرائع الفساد الخلقي. والانحراف الخلقي. بتدابير وقائية ومنها ستر بدن المرأة المسلمة. سترا اعلاء لفضائل. غرسا لشمائل. حماية لاغراض. ووقاية من أمراض. لمثل هذا فليعمل العاملون وليتنافس المتنافسون". * يسأل محمد حجازي من غزة: انتشر في هذا الزمان التكفير فبعض الناس يرمي المخالف له في الرأي بالكفر بمجرد انه اختلف معه في الرأي. فما رأي الشرع الكريم في هذا الامر؟ ** يجيب الدكتور كمال بربري حسين محمد عميد معهد معلمي القرآن الكريم بمصر: باب التكفير وعدم التكفير باب عظمت فيه الفتنة والمحنة. قال الإمام أبوجعفر الطحاوي: "ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين ما داموا بما جاء به النبي صلي الله عليه وسلم معترفين وله بكل ما قاله وأخبر مصدقين" قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من صلي صلاتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما لنا وعليه ما علينا" "أخرجه الامام البخاري في صحيحه". وقال الإمام الطحاوي: "ولانكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله. ولا نقول لايضر مع الإيمان ذنب لمن عمله" وهذا رد علي الخوارج القائلين بالتكفير بكل ذنب.. وكان سلف هذه الامة من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم فمن بعدهم يعذرون الناس بالجهل ويصبرون عليهم ويوضحون لهم الدين قال شارح متن الطحاوية: "الشخص المعين يمكن ان يكون مجتهدا مخطئا مغفورا له. ويمكن ان يكون ممن لم يبلغه ما وراء ذلك من النصوص. ويمكن أن يكون له إيمان عظيم وحسنات أوجبت له رحمة الله". ذكر الإمام أبوداود في سننه في كتاب الادب باب النهي عن البغي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "كان رجلان في بني اسرائيل متواخيين. فكان أحدهم يذنب والآخر مجتهداً في العبادة. فكان لا يزال المجتهد يري الآخر علي الذنب فيقول: أقصر. فوجده يوما علي ذنب فقال له: أقصر. فقال خلني وربي. أبعثت علي رقيبا. فقال: والله لا يغفر الله لك. أو لايدخلك الجنة. فقبض أرواحهما. فاجتمعا عند رب العالمين. فقل لهذا المجتهد: أكنت بي عالما. أو كنت علي ما في يدي قادرا. وقال للمذنب. اذهب فادخل الجنة برحمتي. وقال للآخر: اذهبوا به إلي النار" قال أبوهريرة رضي الله عنه: والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أو بقت دنياه وآخرته " "حديث حسن"