ظلت حديقة حيوان الإسكندرية معلماً مهماً من معالم الإسكندرية. إلي جانب المزارات الروحية. وحدائق أنطونيادس. وقصر المنتزه. وقلعة قايتباي. ومتحف الأحياء المائية. ولسان السلسلة. ومكتبة الإسكندرية. وعمود السواري. والمسرح الروماني. وكوبري ستانلي. وحدائق الشلالات. وطريق الكورنيش. وغيرها من الأماكن الأثرية والسياحية. أذكر في صباي زمان! أن مشوار المذاكرة كان يبدأ من أول شاطئ المحمودية. في نهاية محرم بك. حتي حدائق النزهة. أجد في الوقت القليل الذي أمضيه داخلها مغايرة مطلوبة. وربما أغراني الهدوء الذي تعمقه أصوات حيوانات الحديقة. والنظام الذي يسود كل شيء. والخضرة والأشجار.. ربما أغراني ذلك كله بمتابعة المذاكرة. حتي تبدأ الشمس في الانحسار. وتعلو تنبيهات موظفي الحديقة بقرب إغلاقها. آخر زيارة إلي حديقة حيوان النزهة. مضي عليها أكثر من ثلاثين عاماً. صورتها في ذاكرتي هي النظام والنظافة وأنواع الحيوانات التي تنافس بها حديقة القاهرة.. لكن التقرير الذي نشرته زميلة صباحية. يقدم الطبعة الجديدة. السلبية. من الحياة في حديقة حيوان النزهة. كل شيء يحتاج إلي المراجعة. والتقويم. وسد النواقص.. وكما تشير الزميلة إيمان أشرف فإن الحديقة الآن تذكرك بمحدودي الدخل. فهي تشبههم في فقرهم ومعاناتهم. حتي تشعر أنك ستقف مع حيواناتها وقفة احتجاج صامتة للمطالبة بكادر أو حافز أو منحة أو حتي تسوية معاش مبكر. بالإضافة إلي مشاركتهم عراقتهم ومجد أجدادهم المنقرض. باعتبار الحديقة ثاني حديقة من نوعها في إفريقيا. إذا كنت من أبناء الإسكندرية. فلابد أنك زرت حديقة حيوان النزهة. وشاهدت عيناك ما أثري وجدانك. أضفت إلي حصيلة ذكرياتك.. وأذكر في صباي أن غالبية الأسر في المدينة. كانت تعتبر زيارة الحديقة جزءاً من برنامجها الثقافي والترفيهي. فهي تتردد عليها في موعد ثابت. أو في فترات متقاربة. وربما لهذا السبب سميت حديقة النزهة. لكن الصورة الحالية للحديقة كما أوردها التقرير الصحفي تهب معني مناقضاً. حزيناً. عبر عنه أحد مسئولي الحديقة بأن مَن لا يفهمون معني حديقة حيوان. هم الذين يتولون الإشراف عليها!