في حدث تاريخي وعلمي فريد وضمن 4500 ظاهرة فلكية شهدتها مصر الفرعونية على مر العصور تحتفل مدينة الأقصر في صعيد مصر مع شروق شمس بعد غد الجمعة بتعامد الشمس على قدس أقداس الإله آمون داخل معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة. وتوصل لهذا الاكتشاف مركز البحوث الأثرية في جمعية المرشدين السياحيين بالأقصر ، ويجرى الاحتفال به للعام الثانى على التوالى ، وذلك ضمن مساعى سلطات المحافظة للخروج من أزمة تراجع الإقبال السياحي التى تعانيها المحافظة منذ اندلاع ثورة 25 كانون ثان/يناير عام 2011 . ويقام على هامش الاحتفالية ندوة موسعة حول أسرار الظواهر الفلكية فى مصر الفرعونية و الملامح التاريخية لظاهرة تعامد الشمس على المعابد الفرعونية ، ويحاضر فيها عالم الفلك المصرى الدكتور مسلم شلتوت. وأكد الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر أن مثل هذه الأحداث تدل على ريادة القدماء المصريين في مجال علم الفلك ، مطالبا بتكثيف الجهود لاستغلال تلك الظواهر التى عجز العلماء عن تفسير العديد من أسرارها حتى اليوم فى تحقيق مزيد من الجذب السياحى للمواقع الأثرية المصرية . وأضاف سعد أن محافظة الأقصر حريصة على إبراز مثل تلك الأحداث والاحتفال بها ودعوة السياح لمشاهدتها أملا فى أن يتجاوز القطاع السياحى بالمحافظة أزمته الحالية . وتحتوى المناطق الأثرية المصرية على العديد من المعالم الأثرية التى تؤكد تقدم قدماء المصريين فى مجال علوم الفلك ، مثل منطقة "وادى النبطة" الواقعة شمال غرب أبو سمبل ، والتي تتمتع بقيمة فلكية كبيرة ، حيث عثر فيها على أول بوصلة حجرية وأقدم ساعة حجرية تحدد اتجاهات السفر وموعد سقوط المطر ويرجع تاريخهما إلى 11 ألف سنة. ويعتبر هذا الاكتشاف أقدم دليل تاريخى حدد بدايات السنة والانقلاب الشمسى والاتجاهات الأربعة وهو من أعظم الاكتشافات الفلكية فى مصر والعالم ، وهو كشف يزيل الغموض الذى يحيط بظاهرة تعامد الشمس على معبد أبوسمبل ويؤكد امتلاك المصريين القدماء لفنون وعلوم وأسرار الفلك باقتدار . وكشف الدكتور أحمد صالح المدير العام لآثار أبوسمبل ومعابد النوبة عن وجود الكثير من الدلائل على اهتمام الفراعنة بالشمس وشروقها وبراعتهم فى التقويم . وتعد معابد الكرنك متحفا مفتوحا لحضارة وتاريخ قدماء المصريين، فهو يضم خليطا من الطرز المعمارية المختلفة المشيدة لملوك مصر ، والذي يرجع تاريخها من الأسرة الثانية عشرة حتى العصر اليوناني الروماني. ولذلك فهو مكان يبهر الزائر لعظمة بنيانه على مساحة ستين فدانا.