* الشعب المصري وحده هو الذي سيدفع ثمن ما يحدث وما سيحدث علي الساحة السياسية.. هو الذي سيجني اخطاء الساسة والاعلاميين وتناحرهم وانشقاقهم وانقسامهم وراء اهداف غير منزهة عن الهوي والمصالح. * من يشاهد ويتابع القنوات الفضائية ويقارن هذا بذاك سيكتشف فورا ان لكل قناة هدفاً واتجاهاً تدفع إليه الناس دفعا وان لكل قناة مصلحة وان لكل قناة غطاء لاعب علي الساحة وان مجمل الأداء الإعلامي الذي يراه الشعب المصري اداء موجه ليس للحقيقة ولكن لاغراض أخري ويشعر المشاهد ان بعض هذه القنوات تستخدم الشعب وتدفع به نحو الشارع نحو الموت والمواجهة والدماء والانفلات لتحقيق اهداف معينة. * لقد فقد الاعلام رشده في الاسابيع الاخيرة واصبح واحدا من أهم معاول الهدم وتفريق الشعب المصري وتقسيمه.. فقد المهنية وعدم الانحياز واصبحت القنوات منصات للترويج لاتجاهات سياسية بعينها وتدفع نحو تحريض مشاهديها بشكل فج واضح. * الاعلام المهني الوطني يجب عليه التزام الحقيقة وان لم يصل إليها يجب ان يبحث عنها وان فشل في الحصول عليها عليه أن يوازن أموره ولا وينحاز لطرف ضد الآخر ولا يستضيف طرفا دون ان يستضيف الآخر ولا يوجه الكاميرا إلي موقف أو مشهد دون ان تكون كاميرا أخري موجهة إلي الموقف المخالف.. كل ذلك فعلته القنوات الفضائية انحازت وجعلت من نفسها خصما وحكما في معركة سياسية كبيرة وقسمت الشارع المصري ولم تراع أي نوع من المهنية وخاصة برامج التوك شو التي أصبح مقدموها أكثر انحيازا من ضيوفها وباتت آراؤهم واضحة ليس في توجيه الحوار ولا في مساندة ضيوف بعينهم وآراء بعينها ولا احداث بعينها ولكن هكذا علانية اصبحوا يمثلون ويتحدثون باسم فرق وتيارات وانقسم معهم الجمهور وتناحر. * لا ينفع في كل ذلك أي مظاهرات تتحدث عن تطهير الاعلام ولا يصح ان تتحرك مظاهرات من أجل هذا التطهير من فصيل معين.. نحن نحتاج إلي قانون واضح ينظم الاعلام وإلي ميثاق شرف حاسم يحدد دوره وحياده يضع خطوطاً لاختراقاته وخطوطا واضحة عندما تتعلق الأمور بمصالح الدولة العليا ومصالح هذا الوطن وأمته وسلامة شعبه.. خطوطاً واضحة للتحريض والدعوة إلي العنف والفوضي.. فأكثر البلاد ديمقراطية وحرية لا تسمح بهذه الفوضي وهذا الانفلات الذي يؤثر علي سلامة الوطن وابنائه.. لن يحدث هذا بالطبع في هذه الأجواء المشحونة ولكن يجب أن يحدث في أقرب وقت يجب ان يكون هناك ميثاق شرف اعلامي للتطبيق وليس للتحنيط وقانون لتنظيم العمل الاعلامي يسري علي الجميع.