تحت شعار "ثلاثاء الحسم".. اشتعلت شوارع وميادين الاسكندرية بالمظاهرات والمسيرات المختلفة التي انطلقت عقب صلاة العصر واستمرت طوال الليل ما بين المؤيد والمعارض للاستفتاء علي الدستور. كان النصيب الأكبر في التأثير علي أهالي وسيدات الاسكندرية بالشوارع هي المظاهرات التي نظمتها التيارات الليبرالية والقوي الشعبية المختلفة بالاسكندرية. والتي انطلقت من أمام مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل ومن أمام محكمة الحقانية بالمنشية. وقد توجهوا إلي ساحة ميدان سيدي جابر وكانت بعض التيارات المدنية الأخري أعدت المنصة لتكون مستمرة حتي يوم الاستفتاء. ألهب المظاهرات اشتعالا طلاب واساتذة جامعة الاسكندرية. حيث انقسمت ساحة المجمع النظري بالشاطبي ما بين مؤيد ومعارض وكان الأغلب للطلاب الرافضين للدستور وقد انضم إلي هذا التيار الغالبية من اساتذة الجامعة. وحدثت بعض المناوشات بين الطلاب داخل ساحة المجمع وصلت ذروتها في الليل للتشابك بالأيدي ولولا تدخل أفراد الأمن بالجامعة لحدثت كارثة. ولأول مرة فتيات الجامعة المنتقبات وغيرهن يدخلن في صراع فيما بينهم حتي وصل الأمر للتلفظ بألفاظ نابية وكاد يحدث تشابك بالأيدي بينهن ولكن تدخل الطلاب المنتمون للإخوان لفض الاشتباك ولإعطاء أوامر للمنتقبات والمحجبات بانضمامهن إلي المظاهرات المؤيدة للرئيس بميدان فيكتوريا والساعة. كما انطلقت مظاهرات حاشدة بميدان الرصافة بمحرم بك ومنطقة المعمورة البلد.. ردد المشاركون خلالها "إسلامية.. إسلامية رغم أنف العلمانية" وهتافات أخري: "بالروح بالدم.. نفديك يا مرسي". وحرصت مظاهرات التيار الاسلامي إلي عدم التواجد بالأماكن المخصصة لمظاهرات التيارات الليبرالية ورغم ذلك تواجد بعض الشباب المؤيد لقرارات الرئيس في مظاهرات التيار الليبرالي حتي حدث تشابك واحتكاكات بين الطرفين. دوت في كافة انحاء المدينة طلقات الرصاص في الخلاء والألعاب النارية. خاصة في ميدان سيدي جابر مما أثار الفزع بين الأهالي والأطفال الذين اسرعوا باغلاق نوافذهم. وأبواب أبراجهم السكنية حتي لا يستغل البلطجية الموقف بهدف السرقة وترويع السكان. قام اساتذة وطلاب جامعة الاسكندرية الرافضون للاستفتاء الدستوري بالسير في شوارع الاسكندرية مرددين "دستورك باطل يا مرسي" و"لا دستور ملطخ بدم الشهداء". اشتعلت المنصة التي اقامتها التيارات المدنية وأعلن الحاضرون إلي الشباب بواسطة مكبرات الصوت رفض الاغلبية للاستفتاء علي الدستور غير الشرعي وأكدوا ان الاستفتاء باطل لعدم قانونية الجمعية التأسيسية. وأن معظم طوائف الشعب مقاطعون للاستفتاء. مما حاز اعجاب المتظاهرين الذين ظلوا يصفقون لكل الموجودين علي المنصة مؤكدين رفضهم للاستفتاء. قام الشباب المسيحيون في مختلف الكنائس برفع صور للصليب والهلال والشرطة تؤكد مسلم ومسيحي والشرطة "إيد واحدة" كما قاموا برفع علم مصر من مختلف الاحجام وصور للزعيمين عبدالناصر والسادات. كما رفع المعارضون صوراً للشهداء وضحايا الاتحادية مقسمين بالأخذ بثأرهم عن طريق وقف الاعلان الدستوري. في الوقت نفسه أعلنت جميع نقابات الاسكندرية عقب اجتماعهم رفضهم القاطع للدستور وأنهم لن يذهبوا لصناديق الاستفتاء ما عدا نقابتي المعلمين والمهندسين.