أنقذ عقلاء وحكماء حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان الإسكندرية من الدخول في مصادمات كان يتوقعها الجميع لوجود حالة من الحشد ما بين الإخوان وشباب الثورة والقوي المدنية. كانت جماعة الإخوان قد حشدت ما يزيد عن "5آلاف" من أعضاء الجماعة أمام مسجد القائد ابراهيم في أعقاب صلاة العشاء انضم اليهم قيادات الجماعة وأعضاء مجلس الشعب السابقون علي رأسهم "صابر أبوالفتوح". أكد أنس القاضي المتحدث الرسمي بأسم جماعة الاخوان أن هذه المظاهرات تتزامن مع مظاهرات قصر الاتحادية لحماية الشرعية بعد التعديات الغاشمة التي يقوم بها عدد من القوي العلمانية والشيوعيين واعللام النظام البائد في محاولة منهم للانقلاب علي الشعب وفرض رأيهم بالقوة دون ديمقراطية. مظاهرات الإخوان اتخذت طابعاً مختلفاً لا يتمشي مع حالة التوتر والحزن الذي ساد الشارع السكندري علي أحداث الاتحادية حيث أصبحت المسيرة التي جابت شوارع الإسكندرية انطلاقاً لشارع أبوقير ثم ميدان زويل ومنطقة محرم بك سيارات بميكرفونات تنيع "الاغاني "المؤيدة للرئيس بموسيقي صاخبة مع التصفيق والتهليل..ولأول مرة تنطلق شعارات مختلفة منها "عاش الريس عاش دم الشعب مرحش بلاش" ومهما تلف ومهما دور حنصوت برضه علي الدستور" و"عاش الريس.. عاش.. حزب الكنبة راح ببلاش". أكد خطباء المظاهرة علي مشاركة حزب البناء والتنمية المظاهرة وأن جميع الفصائل الاسلامية بجميع أعضائها وفصائلها تركز علي الدستور والتصويت عليه وأنه يجب الوقوف أمام المزايدين وأن التيارات الاسلامية تؤيد الدكتور مرسي وحرية قراره وحرية اختياره. دعت المظاهرة "الشرفاء" إلي أن يقفوا مع هذا الشعب الذي يريد المزايدون تحويل مصر لشيوعية حمراء ونحن كإخوان نقول "سلمية خضراء" استجابت المظاهرة الاخوانية التي ضمت العديد من النساء من محجبات ومنتقبات إلي القيادات الاخوانية بالتوجه بعيداً عن منطقة سيدي جابر حتي لا يتم الالتحام بالمعارضين. أعلن المتظاهرون عن مشاركتهم في مليونية لتأييد الرئيس من مسجد "سيدي جابر الشيخ" بهذا للجمعة الثانية علي التوالي بعيداً عن مسجد القائد إبراهيم. علي الجانب الآخر احتشد ما يقرب من ثلاثة آلاف شاب من مختلف التوجهات السياسية والثورية بمنطقة "سيدي جابر" احتجاجاً علي أحداث الاتحادية وقاموا بقطع طريق أبوقير إلي ما يقرب من الساعة ثم أعادوا فتح أحد جوانبه أمام السيارات وشاركوا رجال المرور في تسيير الحركة المرورية. الشباب الثوري قام بالاستعداد بثلاثة محاور أمام محطة سيدي جابر لأي هجوم عليهم أسوة بأحداث القاهرة حاملين معهم العصي والطوب وطالبوا الفتيات والنساء بالابتعاد عن الأحداث خوفاً عليهم. الطريف هو قيام سائقي الميكروباص والموتوسيكلات بالتبرع بإبلاغ الشباب بتحرك المظاهرة الإخوانية خوفاً علي الشباب السلمي من التعدي عليهم. حمل الشباب الإعلام السوداء حزناً علي أحداث الاتحادية كما وضع العديد من السكان الأعلام السوداء علي شرفات منازلهم حزناً علي أحداث الاتحادية. قال الناشط السياسي "أحمد رفعت" منسق اتحاد ثوار الإسكندرية لقد قام الإخوان بدور الأمن المركزي ووزارة الداخلية وفضوا الاعتصام السلمي بالضرب والسلاح وكأن التاريخ يعود للوراء بل وكان عصر مبارك أكثر رحمة من الاعتداء علي النساء والفتيات كما شاهدنا بصورة مؤسفة. أخبار الإصابات والوفيات كانت تذكر وسط الشباب من الاتحادية مما يثير الغضب وصيحات "الشعب يريد اسقاط النظام". من ناحية أخري تجمع العشرات من الشباب الثوري بمنطقة فكتوريا منددين بأحداث قصر الاتحادية ورددوا هتاف ارحل.. ارحل.. ودعا المتظاهرون لتنظيم مظاهرة إلي منزل المستشار "محمود مكي" نائب الرئيس بمنطقة سموحة احتجاجاً علي تصريحاته واعتبارها بمثابة اشارة للهجوم علي المعتصمين السلميين. شهدت الساعات الأخيرة اجتماعات عديدة لمناقشة الوضع السياسي والتصعيد خلال الخميس والجمعة سواء من جبهة الانقاذ الوطني وما تضمه من أحزاب التجمع وغد الثورة والدستور والمصريين الأحرار وغيره أو ما بين حزب الشعب الديمقراطي وحزب المصري الديمقراطي وحزب الحق المصري.. وحزب السلام الديمقراطي وحزب الأمة وحزب العمل الاشتراكي وحزب مصر العربي الاشتراكي وحملة شباب الخير وأصدرت المجموعة الأخيرة بياناً اكدت فيه أن مصر مش عزبة للمرشد ولا مكان فيها لتحقيق الأحلام علي جثث المصريين وشدد البيان علي أن مصر بلد الشريعة ومهد الأديان وأننا كمصريين لن نخاف من مليشيات أو إخوان وطالبوا الرئيس أن يكون رئيساً لكل المصريين. حرصت مجموعة كبيرة من المشاركين في التظاهر بمنطقة سيدي جابر علي متابعة أحداث الاتحادية من خلال المقاهي المنتشرة بالمنطقة وهو ما أدي إلي حالة رواج بالمقاهي التي عانت من غياب روادها عنها بسبب الأنواء الممطرة. من ناحية أخري انشق عدد كبير من المهندسين عن نقابتهم التي أعلنت تأييدها للرئيس وللإعلان الدستوري حيث أكدوا أنهم ضد الإعلان وضد القرارات التي اتخذها د. محمد مرسي. تحولت مقاهي الإسكندرية خاصة بمنطقة سموحة وهي ملتقي المولات التجارية الشهيرة إلي صالونات ثقافية تدار بها المناقشات السياسية بين الشباب ما بين مؤيد ومعارض للاستفتاء الدستوري إلا أن الغالبية من شباب هذه المقاهي قرروا مقاطعة الاستفتاء الدستوري.