نريد التأمين الصحي والمعاش المؤقت وفرص العمل المناسبة * من أين جاءتك فكرة تكوين جمعية ثم نقابة للأقزام؟ ** طرأت علي الفكرة منذ عام 2000 لكن أحدا لم يقف بجانبي للأسف وظللت علي إصراري حتي تحققت الفكرة في العام الماضي. * من أين التمويل .. وهل هناك تعاون مع "الحرية والعدالة"؟ ** لا يوجد أي تمويل لا للجمعية التي جري إشهارها واختيار مجلس ادارتها ولا للنقابة. ولا يوجد تعاون مشترك بيننا وبين "الحرية والعدالة" الذي التقيت أحد اعضائه وهو "عبد القادر خفاجة" من منطقة المهاجرين بالعوايد وعرضت عليه الفكرة فاقتنع بها. ثم التقيت بعص أعضاء الحزب لكنهم لم يهتموا بحل أي من مشاكلنا .. والحمد لله يقوم "سامي عطية" أحد اعضاء الحزب بدفع الايجار الشهري للمقر الخاص بنا وقدره 750 جنيها .. ورغم ذلك فلم يتم تأثيث الجمعية بصورة لائقة ونعيش علي تبرعات أهل الخير. فقد تبرع لنا صاحب العقار بثلاث سجاجيد وطاولة اجتماعات وتبرع المواطنون ببعض المقاعد. لكن هناك نقصا في السيولة المالية ولا يوجد تغطية فعلية لاحتياجات الجمعية. ** فجر عصام شحاته مفاجأة حين أكد أنه ليس "قزما" بل قصير القامة. لكن زوجته "قزمة" تعرف عليها منذ سنوات من خلال برنامج "دنيا الأقزام" بالقناة الخامسة في بداية التسعينيات وتزوجنا وانجبنا طفلة في الصف الثاني الإعدادي وهي تتمتع بطول عادي كأي مواطن ولا تعاني مشكلات كالتي نعانيها كأقزام. * كم عدد المتضمين للجمعية.. وكيف تعرفت علي مشكلاتهم؟ ** اعضاء الجمعية بالإسكندرية يبلغون نحو الف وخمسمائة قزم من الجنسين. وتلقيت من خلال موقعنا علي الفيس بوك عروضا ومكالمات تليفونية من أقزام بالمحافظات للانضمام للجمعية . وعند الانتهاء من إجراءات تشكيل الجمعية بالقاهرة سوف نفتح لها فروعا بالمحافظات. لكن المشكلة في الدعم المالي الذي نحتاج اليه بشدة حتي تمضي في طريقنا الصحيح. أضاف: تواصل معنا رجل عراقي يدعي "حسن العراقي" حاصل علي الشريعة والقانون بالأزهر. والذي اقام نقابة "قصار القامة" بالعراق وعرض علينا التعاون والنصح لحل مشكلات الأقزام في مصر. * ما طبيعة مشكلات الأقزام؟ ** يواجه الأقزام عددا من المشكلات . مثل تعرضهم لنظرات السخرية والشفقة والاستهزاء في الشارع. بالإضافة لارتفاع مستوي الأرصفة الذي يعوق صعودهم عليها. كما يعانون في الصعود لوسائل المواصلات "الأتوبيسات والميكروباصات" ويشعرون بالإهانة حين يطلبون العون من الآخرين لتمكينهم من الركوب. ولا يجد الأقزام ملابس تناسب مقاساتهم. فليجأون الي ملابس أطفال لا تناسب أعمارهم أو ملابس الكبار التي تحتاج لإعادة تقصيرها لتناسبهم. أما المشكلة الأكبر فتتمثل في أن غالبية الأقزام فقراء لم يحصلوا علي فرص التعليم والعمل المناسب. ولا يعترف بهم "التأهيل المهني" الذي ينظر للقزم علي أنه غير معاق ولا يحق له التمتع بنسبة ال 5% المخصصة لتعيين المعاقين بالحكومة .. ولا يعرف الأقزام أين يذهبون ولا لأي فئة ينتمون . فهم لا يجدون أعمالا تناسب قصر قاماتهم.. فهل هم جنس "منقرض" وكيف تنظر الدولة إليهم. المطلوب زيادة الاهتمام لهم بهم تشريعات تكفل لهم الرعاية الاجتماعية والصحية والحق في السكن والتعليم والصحة بما يلائم ظروفهم والجمعية مهمومة بتشكيل فصول "محو أمية" الأقزام وتوفير دورات كمبيوتر لهم ليندمج الأقزام في المجتمع بصورة صحيحة. كما أن ارتفاع سن الزواج لدي الفتيات القزمات تسبب مشكلة كبيرة لهن. فالفتاة "القزمة" ليس لديها مجال متسع للقاء فتي أحلامها المناسب. وقد بدأنا في حل هذه المشكلة لفتح مجال للتلاقي بين الأقزام داخل الجمعية وتوفير فرص التعارف والارتباط بينهم. وسوف نحتفل مع بداية الشهر المقبل بزواج اثنين من الأقزام وهما "فؤاد" ويعمل بفرقة شعبية و "رضا" موظفة بالعامرية . كباكورة لعمل الجمعية وثمرة من ثمراتها .. ونطالب الحكومة بتوفير شقق سكنية للأقزام الفقراء الذين لا يملكون ثمن اقساط مساكن المحافظة. * أشهر الأقزام بالإسكندرية؟ ** اشتهر في السبعينيات "لحودة" لكونه مطربا وشقيقته "رمانة" وكانت راقصة. ومع زواجها من مهرج وسفرها لألمانيا.. انقطعت الصلة.. والآن هناك الفنان "أحمد كعبلة" أول من أنشأ فرقة فنون شعبية للأقزام . و"مهند" بطل العالم في ألعاب القوي. * ماذا عن الأنشطة الحالية للجمعية؟ ** يجري الإعداد لعرض مسرحي للأقزام يتناول حياتهم ومشكلاتهم وينقصنا التمويل المالي ليخرج هذا العمل الي النور. كما أن لدينا فريق كرة قدم يمكنه المشاركة في أي مباراة علي ألا يزيد الشوط الواحد علي "15 دقيقة" وينتظر من يأخذ بيده للمشاركة في الدورات الكروية أو الرمضانية. كما يحدث في الخارج وقد عرضت هذه الفكرة علي عدد من الأندية لكني لم أتلق أي استجابة منها حتي الآن. تضم الجمعية أيضا فرقا لفنون الشعبية تؤدي رقصات مختلفة "ديسكو ورقصات نوبية وصعيدية بالتحطيب" ويتولي الزميل أحمد عبد الرازق تدريبهم. وتتابع الفرقة أعمال فرقة رضا والفرقة القومية .. لكن نشاطها توقف لعدم وجود الدعم المالي اللازم لممارسة النشاط الفني أما تلقينا عرضا للتدريب علي ألعاب القوي وتشكيل اول فريق مصري من الأقزام تغزو العالم الرياضي وندرس الفكرة حيث تواجهنا مشكلة التمويل والتدريب والملبس والمأكل لإخراج بطل رياضي. * وماذا عن دور الجمعية في المرحلة المقبلة؟ ** حددت الجمعية أهدافها . ونطالب بتوفير التأمين الصحي والحصول علي معاش مؤقت من التأمينات الاجتماعية. وتوفير مندوب للأقزام يساعدهم في استخراج أي أوراق تخصهم. وتوفير فرص عمل ومساكن لهم وناد رياضي ترفيهي يسمح بانضمامهم اليه. وتخفيض المصروفات الجامعية وتوفير تدريب مهني علي الحرف المختلفة حتي يمكننا اقامة معارض لتسويق ما ينتجه الأقزام ليوفر لهم دخلا مناسبا. ونأمل في مساعدة رجال الأعمال وأهل الخير. * وماذا عن دور الأحزاب السياسية في مساعدة الأقزام؟ ** لم أترك بابا لجلب المساعدة للأقزام إلا وطرقته حتي الأحزاب السياسية توجهت لعدد منها طالبا مد يد العون والمساعدة في توصيل أصواتنا للمسئولين. وتوفير الأموال اللازمة لرعاية المرضي والأطفال واليتامي والمحتاجين والعرائس لكني فوجئت بترحيب "شفوي" دون مساعدة جدية. وفوجئت بمن يسألني عن عدد المسجلين منا في الجداول الانتخابية ومقدار اصواتنا الانتخابية وأماكن تجمعاتنا وقوتنا. فانسحبت في هدوء لأن "القزم" لا يباع ولا يشتري. وفارق كبير بين أن تساعد "فئة اجتماعية" لوجه الله. وان تساعدها مقابل شروط معينة. وهو ما لا نقبله. وينبغي أن تكون الدولة هي الداعم الحقيقي لنا حتي لا نحتاج الي مساعدة من أحد.