إذا كان الحزن مازال يحوم في قري الشهداء في أسيوط. فان هناك ملحمة كبري يسطرها أطباء المستشفي الجامعي بأسيوط. وهم يصارعون الوقت لانقاذ الأطفال المصابين في الحادث. الدكتور طارق الجمال استاذ الجراحات الميكروسكوبيه ترأس فريقا لإعادة الذراع اليمني المبتورة من جسم الطفل محمود أحمد مصطفي 6 سنوات ابن قرية الحواتكة مركز منفلوط وطوال 8 ساعات داخل غرفة العمليات تكللت العملية بالنجاح. قال الدكتور طارق إنهم كانوا يصارعون الوقت لانه لكي تنجح عمليه إعادة الذراع المبتورة فلابد من إجراء الجراحة خلال 8 ساعات من وقوع الحادث. وإي تأخير ليس في صالح المصاب. اضاف ان الجراحة استغرقت 8 ساعات كاملة حيث كان التدخل بالجراحة الميكروسكوبية لتوصيل الشرايين والأوردة والشعيرات الدقيقة والأعصاب والأوتار. لاستعادة الذراع إلي وضعها الطبيعي. تابع قائلاً بإنه بعد الجراحة تم نقل المريض إلي وحدة العناية المركزة تحت اشراف طبي دقيق. وسوف يتم نقله اليوم إلي القسم الخاص ليبدأ في مرحلة العلاج الطبيعي. قال الدكتور أسامة فاروق مدير مستشفي أسيوط الجامعي أن العملية المعقدة التي أجراها الدكتور طارق شهادة أخري لحجم العمل الذي يقوم به المستشفي. خاصة قسم الحوادث الذي يستقبل يومياً من 150 إلي 200 حالة. أحمد مصطفي وأحمد محمود يتبادلان الادوار بين غرفة العناية المركزة التي يوجد فيها ابنهما وبين الغرفة التي ترقد فيها ابنتهما "حبيبة" التي اصيبت ايضا ليكونوا في استقبال الزائرين من اقاربهم. قال أحمد مصطفي: اعمل مدرساً للغة العربية في المعهد الأزهري بقريتنا الحواتكة ولا استطيع أن اصف مشاعري عندما تلقيت الخبر المشؤم حيث اسرعت إلي مستشفي منفلوط لاتعرف علي هوية نجلي محمود وحبيبة وابناء شقيقي مصطفي وأمل. ومرت اللحظات كئيبة ورهيبة عندما كنت وزوجتي نبحث عن فلذات اكبادنا وسط الجثث ثم تأكدنا من انهم من بين المصابين بالمستشفي الجامعي. ووجدناهما في العناية المركزة ولم نعرف ما هي اصابة كل منهما. أضاف: بعد أن أجريت الجراحة لابني محمود علمت الجهد الكبير الذي بذله الأطباء لإعادة ذراعه المبتورة إلي مكانها. قال: فوجئت بالأطباء يخبرون زوجتي بخروج ابنتنا حبيبة برغم انها مصابة في الرأس وبها 18 غرزة وكسر بالحوض.