في سنة 622 ميلادية.. تحرك الرسول عليه الصلاة والسلام وبرفقته أبوبكر الصديق مهاجرين إلي يثرب التي اصبحت بعد ذلك المدينةالمنورة والتي كانت في الأصل قرية صغيرة تقع إلي شمال مكة.. وسجلت هذه السنة مولد التاريخ الهجري وأصبحت الدول التي دانت للإسلام تتخذ منه تقويما إسلاميا إما منفردا أو مع التقويم الميلادي. ومضت سنوات ولم تكن الدول الاسلامية والعربية تتخذ منه عيدا وكان بعض المسلمين يحتفلون به احتفالا بسيطا تنشد فيه الاناشيد الدينية والتواشيح في محبة الرسول الكريم. وكان المسلمون المصريون يعتبرونه موسما تلتقي فيه الأسرة علي ولائم الطعام. وفي يوم 20 يناير سنة ..1909 فوجئ المصريون بقرار منشور في الوقائع المصرية جاء فيه بمناسبة أول السنة الهجرية الجديدة ستقفل نظارات الحكومة ومصالحها يوم السبت الأول من محرم سنة 1327 الموافق 23 يناير سنة 1909 فيما يعتبر اجازة رسمية بهذه المناسبة. وكان صاحب هذا القرار بطرس غالي باشا رئيس الوزراء وهو قبطي الديانة. وصار تنفيذ هذا القانون سنويا منذ اصداره وتحولت هذه المناسبة الاسلامية إلي عيد وعطلة رسمية علي يد مصري قبطي وهذا دليل علي متانة العلاقة بين اطياف الشعب.. ويري أحمد حسين في كتابه موسوعة تاريخ مصر.. أن رئيس الوزراء وهو قبطي رأي أن غالبية البلاد من المسلمين فقرر ان يشاطرهم هذه المناسبة الدينية بصرف النظر عن الديانة التي يدين بها. وفي هذه السنة أقام الحزب الوطني بدار التمثيل العربي احتفالا بهذه المناسبة وايضا باعتباره عيدا اسلاميا وقد تضمن الاحتفال إلقاء قصيدة عصماء لشاعر النيل حافظ ابراهيم كلماتها كلها مديح في الرسول وفي يوم الهجرة فقال: بيسراه برهان من الله ساطع فكان علي ابواب مكة ركبه هدي وبيمينه الكتاب المطهر وفي يثرب أنواره تتفجر ثم انتقل بعد ذلك إلي القاء بعض الابيات عن حالة مصر واحداثها وركز علي المطالبة بالدستور قائلا ضمن ما قاله. يا طالبي الدستور لا تسكنوا ولا تبيتوا علي يأس ولا تتضجروا وبعد 107 سنوات من إقرار هذا العيد ومن قصيدة حافظ النيل هذه مصر تطالب ايضا بالانتهاء من الدستور الجديد. بحيث يكون دستورا تتفق عليه الأمة كلها.. ولا يأتي علي هوي فئة دون أخري.. والمهم أن الوقت تقريبا متشابه بين 1920 و 2012 من حيث العيد والدستور.