إلي متي يستمر صمت الحكومة تجاه عشوائيات القاهرة؟.. فكل يوم ينهار منزل فوق رءوس ساكنيه ومسئولو الأحياء ينامون في سباق عميق بينما ينام سكان العشوائيات في السيدة زينب في العراء بين الأنقاض وكل يوم تتحول الكثير من الأسر للمعيشة في العراء خاصة في منطقة جبل تل العقارب وجبل عز وعشش الساقية التي انهار بها منزلان قبل العيد بيومين فقط مما أدي إلي تشرد أكثر من 10 أسر أصبحوا ينامون بالشارع بأولادهم الصغار أما المسنون فباتوا لا يغمض لهم جفن بسبب شدة المعاناة التي يجدونها في الإقامة بالشارع وقصوة البرد ليلاً. والأدهي من ذلك أنه عندما انتهت "المساء" من جولتها داخل هذه المنطقة بنصف ساعة فقد فوجئت بانهيار أحد المنزل فوق رأس إحدي السيدات المسنات التي ترقد الآن بوحدة الرعاية المركزة وبعض الأطفال الذين نجوا بأعجوبة من الهلاك تحت أنقاض هذا المنزل المكون من ثلاثة طوابق. * زينب عبدالواحد محمد "ربة منزل بحارة الجزار": لقد انهار منزلنا قبل عيد الأضحي المبارك وكان اثنان من أشقائي بداخله وانهار فوقهما وأصيبا إصابات بالغة ومع ذلك لم يتحرك المسئولون بالحي وقمنا بعمل محضر ضد الحي ومن يومها ونحن نقيم بأولادنا الصغار في الشارع وقضينا العيد بلا فرحة بعدما اختفت كل منقولاتنا تحت الأنقاض حتي ملابس العيد الجديدة التي اشتريناها لأولادنا لم يعد لها أثر مما أحزننا جميعاً. آيلة للسقوط * وردة صلاح "ربة منزل" وحسن كامل "عامل دوكو": رغم أن منطقة عشش الساقية التي نقيم فيها والتي يزيد عدد سكانها علي 15 ألف نسمة قد تم عمل حصر لها لأنها من المناطق القديمة جداً بالسيدة زينب ومعظم منازلها آيلة للسقوط وكان ذلك منذ عام 2009 ومع ذلك لم يأت بجديد وترك المسئولون الوضع كما هو غير مبالين بما نعانيه وحالة الرعب التي نعيشها كل يوم خوفاً من انهيار هذه المنازل فوق رءوسنا حيث إننا من الأرزقية و"الجاي علي أد الرايح" ولا يستطيع أحد منا أن يوفر ثمن تأمين شقة والذي لا يقل عن 2000 جنيه ولا يقل إيجار أصغر شقة عن 500 جنيه. أضافا: اضطررنا أن نرضي بالأمر الواقع ونظل بهذه المنازل الآيلة للسقوط إلي أن انهارت فجأة فوق كل ما نملك من منقولات وأدوات كهربائية والآن نجلس بالشارع بأطفالنا بعد أن فقدنا الأربع حوائط التي كانت تسترنا.. ونحن الآن نطالب الحكومة أن ترحمنا من هذا العذاب وتوفر لنا سكناً من أجل أطفالنا الصغار وأمهاتنا العجائز. قلوب قاسية * رضا إبراهيم سعيد: إنني أقيم بهذه المنطقة منذ طفولتي إلي أن أصبح سني 65 عاماً وقد داهمتني الأمراض ولم أعد أستطيع الحركة خاصة عندما انهار منزلي منذ حوالي شهر تقريباً ومن يومها وأنا أقيم بالشارع أعاني من برودة الجو والمطر وفوق تلك قسوة قلوب المسئولين الذين حضروا وشاهدوا ما نحن فيه ونومي علي الأرض بالشارع أنا وأولادي الأربعة وهم و أزواجهم ومع ذلك لم يحرك ذلك ساكناً بقلب أي مسئول بالسيدة زينب. * تساءلت مايسة صلاح وياسمين زكريا "ربات بيوت" إلي متي تتجاهل الحكومة سكان العشوائيات الأشد فقراً ودخلاً الذين لا يستطيعون توفير لقمة العيش وليس شقة فوضع سكان العشوائيات لا يخفي علي أحد فالفقر والمرض وقلة الحيلة أصبحت عيني عينك ومع ذلك لا يصدق أحد معاناتنا لذلك نرجو من المسئولين توفير شقق بديلة لنا لحمايتنا نحن وأولادنا من كلاب السكك والبلطجية والمنحرفين الذين يجدون في هذه العشوائيات بيئة صالحة لهم للتخريب والتعدي السافر علي كل السكان. والتحرش بالفتيات في الليل والنهار. * نظلة بدر "ربة منزل" ومحمد عطية "عامل رخام" ذهب معظم السكان المتضررين لحي السيدة زينب وحرروا محضراً برقم 6846 ومحضراً آخر بقسم شرطة السيدة زينب لإثبات انهيار المنزل وحالة التشرد والتشتت التي أصبح يعاني منها معظم السكان. أضافا: ورغم كل هذا لم يتحرك أحد والأدهي من ذلك أننا عندما لاحظنا كثرة الشروخ بأحد المنازل قمنا بإبلاغ الحي عنها وكالعادة لم يتحرك أحد من المسئولين حتي انهار المنزل علي السيدة كريمة محمد التي تبلغ من العمر 53 عاماً مما أصابها بجروح وكسور وكدمات بمعظم جسدها وهي الآن نرقد بوحدة الرعاية المركزة بأحد المستشفيات فالحالة هناك أصبحت لا تسر عدواً ولا حبيباً ويدمي لها القلب بعد أن خيم الحزن علي جميع السكان الذين أصبحت حياتهم في مهب الريح وهم الآن يحتاجون إلي يد رحيمة تنشلهم من هذا التشرد.