أكدت أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أن مصر تتابع باهتمام كبير عملية الاقتراع في استفتاء حق تقرير المصير في جنوب السودان. واصفاً الاستفتاء بأنه "حدث مفصلي" يشهده السودان الشقيق. أضاف أبوالغيط أن مصر تستشعر الارتياح لما أبداه شريكا اتفاق السلام الشامل من تعاون وتفهم وتقدير للتحديات التي تواجه السودان في هذه المرحلة. وتدعو كافة الأطراف داخل وخارج السودان للعمل في هذه المرحلة المهمة علي الحفاظ علي إنجازات السلام في مختلف أرجاء السودان والعلاقات الطيبة بين الشمال والجنوب. موضحاً أن استفتاء تقرير مصير جنوب السودان وأياً ما كان خيار الأشقاء في الجنوب بالاستمرار في إطار السودان الواحد أو الانفصال السلمي. يمكن أن يعد خطوة لبداية مرحلة جديدة من التعاون والسلام والتنمية بمفهومها الشامل في السودان والمنطقة علي حد سواء. شدد أبوالغيط علي ضرورة أن يستمر الاستفتاء في مناخ من الهدوء والثقة. وبما يوفر أجواء إيجابية للتوصل إلي معالجات جادة ومخلصة لاستحقاقات مرحلة ما بعد الاستفتاء. والتي نأمل أن تفتح بدورها آفاقاً رحبة من التعاون والتنمية والسلام في كافة ربوع السودان. قال وزير الخارجية إن مصر ستواصل دعم علاقات التعاون بين شمال السودان وجنوبه والإسهام والمشاركة في منظومة التعاون المستقبلي بين الطرفين بغض النظر عن نتائج الاستفتاء. وبما يحقق لكافة الأشقاء في السودان شماله وجنوبه الأمن والسلام والازدهار. قال مصدر دبلوماسي إن استقرار السودان يعد أحد التحديات التي تواجه الدبلوماسية المصرية. وذلك بوصفه قضية أمن قومي لمصر.. ضاف أن المسألة السودانية ومشكلة انفصال الجنوب عن الشمال لا تحل بالحرب وإنما بالمفاوضات. وأن مصر طرحت منذ فترة فكرة الكونفدرالية لمعالجة التناقضات الداخلية بهدف رأب الصدع بين الطرفين خاصة أن الكونفدرالية تحقق طموح الجنوب الذي سوف يتمتع بجيش مستقل وتمثيل خارجي مستقل ونظام ضرائبي موحد للجميع. أكد المصدر أنه لا يري في استقلال الجنوب مشكلة لمصر. مشيراً إلي أنه لن يؤثر علي حصة مصر من مياه النيل باعتبار أن اتفاق 1959 ينظم تقاسم المياه بين مصر والسودان. حيث تحصل مصر بموجب الاتفاق علي 5.55 مليار متر مكعب من المياه. فيما يحصل السودان علي 18 مليار متر مكعب. والجنوب كدولة مستقلة سوف تأخذ التزاماتها من الدولة الأم.