في الاقصر أكثر من سوق للمواشي حيث يوجد في مدينة القرنة غرب الاقصر سوق كبير وكذلك في مدينة اسنا وفي منطقة الحبيل التي تبعد عن مدينة الاقصر حوالي خمس كيلو مترات شرق الاقصر ويعقد هذا السوق يوم الثلاثاء من كل اسبوع ويعد اشهر من "نار علي علم" حيث يرتاده كبار التجار من الاقصر والبلاد المجاورة. في البداية يحدثنا تاجر المواشي وأحد رواد السوق جابر عثمان عبدالعاطي فيقول ان سوق الثلاثاء بالحبيل هو أشهر سوق مواشي بالاقصر ويعد احد معالمها ويرتاده الكثير حيث يمتاز بتنوع المعروض من المواشي والبهائم وكذلك تعدد واختلاف الاسعار التي تناسب قدرة كل شخص اضاف انه منذ ان ولد وهو يعرف هذا السوق لأنه سوق قديم جدا تابع لمدينة البياضية ويقع بمنطقة الحبيل بجوار السلخانة الخاصة بذبح البهائم ومساحته حوالي خمسة افدنة ومحاط بسور حديدي كبير وتقوم عليه الحكومة حيث يوجد فيه موظفون يتابعون سير العمل به مشيرا إلي أن كبار التجار يحبون الذهاب للأسواق المشهورة مثل سوق مدينة قوس بمحافظة قنا ويكون يوم الاثنين وسوق مدينة اسنا السبت وسوق مركز خزام الأحد وسوف الخميس بمدينة القرنة. أكد ان عملية البيع والشراء ليست بالسهلة لأنها تحتاج لمجهود حيث يبدأ التاجر أو البائع كعادته يوميا بالاستيقاظ مبكرا من بعد صلاة الفجر ثم يقوم بتجهيز البهيمة أو الماشية التي يريد بيعها وإذا كان مشترياً فإنه يذهب مبكرا إلي السوق ويجلب معه دليل لديه خبرة عن عمليات البيع والشراء واسعار المواشي التي قد تنخفض أو ترتفع طبقا للمواسم والمناسبات وفي السوق يوجد سماسرة يقومون بالوساطة في عمليات البيع ويأخذون أموالا من البائع والمشتري في حالة اتمام عملية البيع مقابل ذلك كما يوجد ايضا شخص يطلق عليه "العساس" وهو الذي يعرف إذا ما كانت البهيمة أو الماشية عشاراً وعلي وشك الولادة. اضاف انه لابد من تواجد متخصص من أهل الخبرة مع المشتري ويفضل ان يكون مزارعا أو تاجرا فبعض البهائم يوجد بها امراض لا يعرفها أحد ومنها مرض "الشلبين" وهو مرض يصيب البهائم الكبيرة كالابقار والجاموس ويجعلها لا تأكل ويعرف المرض بواسطة سحب لسان البهيمة ووضع يده عليها فإذا ما وجد خشونة علم انها مصابة بهذا المرض الذي يجعلها هزيلة تماما ويعرضها للموت في اقرب وقت وبالتالي لا تباع البهيمة أو يقل ثمنها. وعن اسعار الماشية في السوق يقول اسامة جابر أحد رواد السوق ان الاسعار تتفاوت وتختلف من آن لآخر تبعا للمواسم والمناسبات ففي عيد الأضحي ترتفع الاسعار نظرا للاقبال الكبير علي الشراء أما الاسعار العادية فتبدأ من مئات الجنيهات وتتفاوت طبقا لنوع الماشية حتي تصل إلي آلاف الجنيهات. اضاف ان البائع يقف بالماشية أو البهيمة التي يريد بيعها في السوق منتظرا اقبال أي مشتر عليه وتبدأ مرحلة التفوض بعد أن يعلن المشتري عن رغبته في الشراء فيقوم بفحص البهيمة والاطلاع عليها بنفسه أو بواسطة مزارع أو خبير وفي السوق ينشط عمل السماسرة الذين يقومون بالبحث عن ارزاقهم في البيع والشراء وبعد ان تتم عملية البيع يتم دفع جزء كبير من المبلغ حوالي 90% في المبلغ المتفق عليه ويحتفظ المشتري بالجزء المتبقي من الثمن لحين التأكد من سلامة البهيمة حتي الاسبوع المقبل علي ان يعود للسوق مرة اخري ويدفع المتبقي من السعر في حالة اتمام العملية أما في حالة اكتشاف مرض أو خلافه يقوم باعادة البهيمة إلي صاحبها حسب الاتفاق المبرم بينهما وتتم عمليات الشراء بالتراضي والاتفاق ولا يكون فيها مكاتبات أو عقود. ويقول محمود زين العابدين ان السوق يعد مصدر رزق للكثيرين حيث يوجد المزارع الذي يقوم ببيع البرسيم والاعشاب المختلفة للماشية كما يوجد من يبيعون الاعلاف والتبن وكذلك ادوات الزراعة إلي جانب ادوات وفرش الخيول والحمير كالطراق والبرادعة واللجام وعصي الخرزان وطواري وطراقات وبرمنتات ومداور وسلاسل وهي أدوات خاصة بالخيول والحمير كما يوجد ايضا قصاصون يقومون بقصات زينة مختلفة تشبه شكل المثلثات للحمير والجمال والخيول ويوجد من يقومون بتركيب حدوة لرجل الحصان والحمار. اضاف ان الاقصر تشتهر بالخيل نظرا لكثرة الموالد بها حيث يقبل البعض علي شرائها خاصة قبل المولد النبوي الشريف وعن اغرب ما شاهده في السوق يحكي انه حدث ذات مرة واصابت عجلا كبيرا حالة من الهيجان فانطلاق يرتع في انحاء السوق لم يتمكن أحد من ايقافه أو السيطرة عليه حتي وصل إلي خارج السوق فقام التجار والمواطنون بالسوق بسحب سواطير وانطلقوا وراءه حتي اقتربوا منه وقاموا بضربه في قدمه بالساطور فبتروها فأصبح العجل بعاهة وعلي الفور قاموا بذبحه داخل السلخانة المجاورة للسوق واخذ صاحبه اموال اللحوم التي تم بيعها وسوف تظل الاسواق مصدر رزق لكثير من المواطنين لكنها لا تخلو من بعض السلبيات التي تحتاج إلي معالجة كتواجد البيطريين باستمرار وتغطية الاسواق والكشف علي البهائم للحد من انتشار امراضها.