يشكل عالم القرية بكافة صوره. ملمحاً هاما في تكوين كتابات القاص "عبد الفتاح عبد الفضيل" يتقاطع سرديا في مجموعته القصصية الأولي "حينئذ" الصادرة هذا العام من مطبوعات ندوة الاثنين بالإسكندرية. التي يشرف عليها الناقد السكندري عبدالله هاشم.. حيث تلتحم الصورة الكاريكاتورية الساخرة لبعض شخوصه مع تلك المفردات المتعانقة مع المكان / القرية وما تلح به علي وعي الكاتب. من خلال كل تلك النماذج الواقعة تحت سطوة الحكي . ومعترك الحياة . معا بكل ما تحمله من تضادات وعلاقات متشابكة . ربما فرضتها معايشة الكاتب لها فالكاتب بالطبع ابن لبيئته يتأثر بها . ويمتح منها وينقل عنها بما يسمح بإنتاج فن أو إبداع مواز لتلك الحياة . فتلوح من خلال أغلب قصص المجموعة هذه الدقة المشوية بالحذر في التعامل مع الجانب الإنساني وحسه الساخر الذي يتناول الحياة من خلال شقيها الموت/ الحياة. وما تطرحه هذه الأحوال من تناحرات واختلافات قد تقود إلي وقوع تلك النماذج فيما يقترب من مفهوم العبث فعملية الاقتران بين الحياة علي هذه الأرض/ القرية/ الوطن. تقوم بموازانتها من خلال كتابة القاص وتوجهه نحو جدل هذه العلاقات الملتبسة بين الشخوص. وهو ما يدفع للتعانق مع الموروث البيئي والتاريخي والشعبي والشفاهي من خلال الممارسات الإنسانية المتداولة علي خريطة المكان وتضاريسه الدالة عليه . والتي تلح دوما في الظهور علي ساحة القص. ومن قبل كما قلنا علي وعي الكاتب.. وحيث يختلط هذا الوعي بإدراك القضايا الهامة والمصيرية التي يمر بها الوطن الأكبر من منعطفات تاريخية تجد لها من خلال تلك النماذج التي يتعامل معها الكاتب في نصوصه. من مساحات التماهي والانصهار والتماثل . ما يقرب هذه النصوص من الانغماس في الشأن العام. وما يجعلها كتابة متورطة في تسييح العمل الأدبي والإبداعي في نطاق حيز التعبير عن المفهوم الجذري للمكان الذي يبدأ غالبا لديه من فضاء القرية إلي الفضاء الأوسع. فضلا عن محاولات الكاتب الحيية التي قد تسحب له. لكسر نمط الكتابة التقليدية. واستدعاء تقنيات مثل الترقيم العددي للمقاطع . وكذا عمليات التي تقترب من فن السيناريو وتقطيع المشاهد وعنونتها والتي يقوم بها لتضفير عمله القصصي المفعم بالواقع والملتحم معه.. محمد عطية محمود الإسكندرية