في هذا اليوم الجليل الذي يحبه الله ويتباهي فيه امام الملائكة بعباده الطائعين ما احوجنا لوقفة مع النفس نراجع فيها كل شيء فالكل يرفع يديه للسماء يدعو الله ويتقرب إليه بالنوافل والطاعات ولكننا نسينا شيئاً هاماً هو ان ميزان العبادة بكفتين هما العبادات والمعاملات فما شرع الله العبادات الا لتستقيم بها المعاملات بدليل ان الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر والصيام للتقوي ولا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج فضلاً عن ان الزكاة هي التكافل الاجتماعي الحقيقي لو قام كل من وجبت عليه بادائها في مصارفها الشرعية ما وجدنا فقيراً يأكل من صناديق القمامة ولا آخر ينام في الشارع فالدين المعاملة حقاً ولا بد ان يكون مرجعيتنا في كل الامور وما فرط الله في الكتاب من شئ فقد تناول العلاقات الاسرية والاقتصاد والحرب والسلم حتي التعدي علي الأراضي لم يتركه فعلمنا الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ان من يقتطع شبراً واحداً بدون وجه حق فهو ملعون أي مطرود من رحمة الله.. فحالة الغليان المستمرة التي لم تهدأ منذ بداية الثورة مردها أميه دينية لدي الكثيرين سواء من النخبة التي لا تتوقف عن الكلام وإشعال الفتن أو العامة من الشعب الذين يظنون أن الوقت الحالي هو أنسب وقت للحصول علي حقوقهم بالإضراب عن العمل والاعتصامات في حين يؤكد العقل والمنطق أنه وقت مضاعفة الجهد والعمل. لقد صار هناك شبه اجماع علي ان كل ما نعاني منه من فساد بكل أنواعه نتيجة خلل في الاخلاق التي هي الأساس الذي نبني عليه كل شئ ويكفي ان الرسول صلي الله عليه وسلم لخص رسالته العظيمة وكل ما جاء علي مدار سنوات بعثته الشريفة في جملة واحدة "انما بعثت لأتتم مكارم الاخلاق" كما يكفي ان الله سبحانه وتعالي وضع شرطاً أساسياً لتوبة العاصي وهو رد المظالم لاهلها فلندعوا الله ان نتعلم جميعاً ان يحب كل منا لاخيه ما يحب لنفسه.