فجرت كارثة معدية علقام بكوم حمادة بالبحيرة والتي راح ضحيتها 12 عاملا وعاملة زراعيين قضية المعديات المتهالكة علي مستوي الجمهورية. وكان هذا الحادث بمثابة جرس إنذار. لينتبه أهل الاختصاص إلي ضرورة التصدي لمسألة تجديد المعديات وإلا فإن الكوارث سوف تتوالي. معديات البحيرة التي تعمل بالنيل أو البحر أو الرياحين البحيري والناصري. حوالي 50 معدية تمثل لأصحابها الدجاج الذي يبيض لهم ذهبا وفي المقابل تمثل للأهالي الذين يستقلونها كابوسا مفزعا غالبا ما تكون نهايته الموت.. والمعديات تكاد تكون هي الوسيلة الوحيدة أمام الآلاف من المواطنين من أبناء قري مراكز ايتاي البارود وشبراخيت والرحمانية والمحمودية ورشيد من الضفة الغربية لفرع النيل والمسافة التي تربط هذه القري تصل طوال 80 كيلو مترا. وحيث ان مديرية التحرير بالبحيرة تعد أكبر منطقة لزراعة الخضر والفاكهة بالجمهورية فهي تحتاج الي أياد عاملة زراعية يوميا وهذه العمالة تأتي من قري المنوفية ولابد ان تعبر الرياح البحيري في رحلتها ذهابا وإيابا وكثيرا ما تقع الكوارث بسبب المعديات التي تحول حياة الناس لجحيم مثلما حدث عام 2002 عندما سقطت إحدي السيارات بالرياح وراح ضحيتها أكثر من عشرين شخصا ومثلما حدث الأحد الماضي عندما سقطت احدي السيارات من أعلي معدية "علقام" وراح ضحيتها 12 شخصا. يقول محمد مصطفي ان معظم هذه المعديات تفتقر الي وسائل الأمان والسلامة المهنية اللازمة لحماية الأشخاص والسيارات والبضائع. فضلا عن ان هذه المعديات تحمل ما يفوق طاقتها بأضعاف مضاعفة..أما سمير خليل ابراهيم فيقول: ان الرياح البحيري يقسم قري مركز كوم حمادة بطول 15 كيلو مترا الي نصفين ولا يوجد بهذه المسافة سوي كوبري مشاه واحد أمام قرية أبوالخاوي وهو لا يكفي لعبور عشرات الآلاف من أبناء هذه القري. مما يضطر الأهالي الي استقلال المعديات المتهالكة بالرياح البحيري لقضاء مصالحهم. يشير فتحي سيد أحمد الي قيام المسئولين باغلاق كوبري كفر داود منذ أيام أمام الجميع مما ضاعف معاناتنا أما أحمد عبداللطيف أحمد ففجر مفاجأة من العيار الثقيل قائلا: ما أشبه اليوم بالبارحة. فقد عقد وزراء النقل والداخلية والموارد المائية والري والتنمية المحلية اجتماعا في شهر مايو 2011 عقب قيام ثورة يناير لمناقشة كوارث المعديات وتم الاتفاق علي تشكيل لجنة عليا ووضع برامج التدريب لأطقم التشغيل بالمراسي والوحدات النهرية ومتابعة التنفيذ مع المحافظات وتشكيل لجان فرعية بها لاجراء الدراسات وحصر المراسي والمعديات بنطاق كل محافظة والتفتيش عليها.. أضاف أنه لو تم تنفيذ ما انتهي اليه الوزراء ما وقعت كارثة معدية علقام ولوضعنا حدا بكوارث المعديات بالجمهورية محمد سعيد سيد: الحكومة لن تقوم بإنشاء كباري علي الرياحات والترع وبالطبع لا يوجد أمامنا سوي معديات الموت