ونحن علي أبواب موسم الحج. نبدأ علي هذه الصفحة فتح ملف هذه الفريضة. نناقش مع العلماء واجبات وآداب هذه المناسك وضرورة الابتعاد عن المخالفات التي تتنافي مع القواعد التي جاءت في قول الله تعالي "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوي واتقون يا أولي الألباب" 197 البقرة والالتزام بهذه الضوابط لا يجب ان يحيد عنه أي حاج أو حاجة من الذين أفاء الله عليهم بأداء هذه الفريضة وكلها معلومات يجب ان يتزود بها كل حاج. ولا يجب ان يغيب عن الخاطر لدي ضيوف الرحمن ان هذه الأماكن المقدسة تتمتع بمزايا وفضائل دون سائر أرض الله في كل أنحاء الدنيا وليكن معلوماً لكل ضيف من هؤلاء الضيوف ان مكةالمكرمة لا يقطع شجرها ولا يقتل صيدها ويجب التلطف بطيرها خاصة حمام الحمي. رحمات وهدوء وابتعاد عن كل ما يروع البشر وسائر مخلوقات الله. آداب ومعلومات يجب ان يعرفها كل قاصد للبيت العتيق والحرمات التي تتمتع بها هذه الأماكن المقدسة ويدرك حرمة المسجد الحرام. فقد أحاطه الله بالعناية والتقدير "ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم". التحلي بالأخلاق الكريمة أهم ما يجب ان يلتزم به الحاج وان يكون التسامح في التعامل مع الاخرين أو في الشراء والبيع وان يكون سهلاً في كل تحركاته وان يكون الهدوء والالتزام بدقة في داخل المسجد الحرام وان يفسح لكل قادم للصلاة أو الجلوس وليكن رائده "فافسحوا يفسح الله لكم" وليدرك كل حاج ان الشيطان يلاحق كل حاج فليستعذ بالله عندما يوسوس له الشيطان الرجيم فلا يضيق بمن يمر بجواره أو يجلس بالقرب منه الرحمات ونسمات الهدوء هي الطابع الذي يجب ان يتحلي به كل ضيف في هذه البقعة المباركة. الثواب في الرحاب الطاهرة يتضاعف وكذلك العقاب فليحذر كل حاج وليبتعد عن أي مخالفات. ويأتي في مقدمة المعلومات التي يجب ان يدركها هؤلاء الضيوف معرفة كل تفاصيل هذه الشعائر ابتداء من كيفية ارتداء ملابس الاحرام وشروطها والابتعاد عن لبس المخيط. وكذلك معرفة فرائض الحج وواجباته وسننه. وليجلس إلي العلماء ويتعرف علي كل ركن من أركان الفريضة ويلم بها الماماً كاملاً. الطواف وشروطه والأدعية التي يلتزم بها والسعي بين الصفا والمروة ثم الوقوف بعرفات وضرورة المبيت بمني وكيفية رمي الجمرات واذا لم يتيسر له الجلوس مع أحد العلماء قبل السفر فليبادر بالجلوس إلي أحد العلماء وما أكثرهم في هذه الأماكن وكلهم علي أتم الاستعداد للاجابة عن أي سؤال أو استفسار. ولا يجب ان يغيب عن ضيوف الرحمن ان سلوكيات الحجاج في المشاعر المقدسة من أهم المشاكل التي تعيق أداء هذه المناسك يتصدرها الجهل بكيفية أداء كل ركن من هذه الأركان فقد صادفت أثناء أداء الحج في أحد الأعوام بحاجا يرتدي ملابس الاحرام ويسأل في لهفة أين المقام لكي أطوف حوله وانتهي. فانتحيت به جانباً وأحطته علماً بما يتعين ان يقدم في هذا البيت الحرام. وبعد ان عرف واجباته ظهر الأسي علي وجهه. فيجب ان يلتزم الحاج بمعرفة كل صغيرة وكبيرة عن هذه الشعيرة المقدسة فقد لا يسعده الحظ بالذهاب لادائها مرة أخري. من المخالفات التي يرتكبها بعض ضيوف الرحمن الجلوس علي الطرقات وممارسة البيع والشراء أو اعداد الطعام وتقديمه للحجاج اذ لا بأس من مزاولة التجارة والعمل أثناء أداء الحج لكن بشرط الالتزام بالاداب والسلوكيات التي تفرض علي الحاج السكينة والهدوء والتعامل بالحسني لا رفث ولا فسوق ولا جدال في البيع والشراء ومن أهم المخالفات التي يرتكيها بعض الحجاج الجلوس في الطريق سواء عند النزول من عرفات بالأماكن الخاصة بالمشاه اذ ان الجلوس أو النوم في هذه المواقع يعطل حركة السير ويعطل الحجاج خاصة النساء وكبار السن الضعفاء ولقد عشت ساعات من المعاناة في هذه الاماكن نتيجة هذه السلوكيات الخاطئة وللأسف الشديد ان الحجاج قد ناموا في كل ركن من هذه الطرقات ولم يتركوا أي مساحة للمشاة لكي يعبروا الطريق ومع شديد الأسف ان كل حاج كان يتفوه بعبارات تتنافي مع قيم ومبادئ هذه الشعيرة المقدسة وذلك بمجرد ان يمضي بجواره أي حاج يريد عبور الطريق بجواره وبسبب هذا الجهل وتلك التصرفات الخاطئة اضطررت للمبيت مع ثلاثة من كبار السن الذين أرهقهم التعب حيث أمضينا الليل في معاناة بمنطقة لا ماء فيها ولا أي شيء من وسائل الحياة ولم نستطع ان نغادر المكان الذي يقع بين المزدلفة وجمرة العقبة الكبري الا بعد معاناة أشد ضيقاً ولك ان تتعرف علي الالام التي تعرض لها الاف الحجاج الذين شاء حظهم التعس ان يهبطوا من عرفات في طريق المشاه. تلك هي سلوكيات الحجاج السيئة وناهيك عن التزاحم والتدافع عند الطواف بالكعبة ومحاولات اختراق صفوف الطائفين دون تقدير للمشاعر أو حرمة هذا المكان أو مراعاة لكبار السن أو النساء انها تصرفات ليت حجاج بيت الله ينصرفون عنها واذا اضطرتهم الظروف للجلوس بالطرقات فليتركوا موقعا لكي يسلكه المشاه رحمة بهم وليكن حفظ اللسان من أهم الضوابط. نأمل ان تكون سلوكيات ضيوف الرحمن هذا العام أكثر التزاماً وانضباطاً وليحرص كل علي التزود بالمعلومات التي نضعها بين أيديهم في هذا الملف ونتمني للجميع حجا مبروراً وذنباً مغفوراً. نريد من ضيوف البيت العتيق الالتزام بالخلق الطيب وحسن التعامل والالتزام بالسلوكيات التي تليق بحرمة هذا المكان وتتناسب مع المعاناة التي بذلها مالياً وبدنيا وعلي الله القبول والعودة بلا ذنب من هذه الرحلة المباركة.