"انقذونا من الزلزال.. إنها القيامة".. رسالة عاجلة أو استغاثة من أربع كلمات بعثت بها "جولدا مائير" رئيسة وزراء إسرائيل خلال حرب أكتوبر إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية. انتصارنا كان ساحقا ومزلزلا للعدو وضرب مقاتلونا المثل في التضحية والفداء من أجل استعادة الأرض المحتلة.. وهو ما عبر عنه الجنرال شموائيل جونين قائد جيش اسرائيل في جبهة سيناء بالقول: كان الجندي المصري يتقدم في موجات تلو موجات وكنا نطلق عليه النار ونحيل كل شيء يحيط به إلي جحيم حتي ان لون القناة أصبح قانياً بلون الدم ومع ذلك لم يتقهقر أو يتوقف عن التقدم. وحتي تعرف الأجيال الجديدة قيمة هذه الملحمة وما حققناه في تلك الأيام المجيدة يجب ان نلقي الضوء علي الأوضاع المحيطة قبل الحرب. فالصورة كانت ضبابية وملتبسة ويكتنفها الكثير من الغموض والطريق لم يكن ممهداً أو مفروشاً بالورود. إسرائيل تمتلك تسليحاً متطوراً ولديها شيك علي بياض من الولاياتالمتحدة وتحصل علي ما تريد من سلاح وذخيرة ودعم مالي.. وفوق ذلك يحميها خط بارليف المنيع الذي قال الخبراء العسكريون في العالم إنه لا يمكن تدميره حتي باستخدام القنبلة الذرية. في الجبهة المقابلة كنا نبذل جهداً مضاعفاً ونقوم بمناورات سياسية لخداع أطراف عديدة في ظل انتشار الجواسيس والعملاء وبعضهم بدرجة رؤساء جمهوريات.. كل ذلك لنتمكن من توفير مستلزمات الحرب أو علي الأقل الضروري منها. هذه الصورة شديدة التعقيد جعلت التفكير في أي عمل عسكري بمثابة المغامرة وقد كانت مغامرة محسوبة ومدروسة بعناية فائقة أفقدت العدو توازنه وحققت نصرا عظيما أعاد إلينا العزة والكرامة والكبرياء. لقد كان الانسان أو المقاتل المصري هو العنصر الفاعل والحاسم في ظل معادلة مختلة تميل بكل معطياتها لصالح العدو.. وكم نحن بحاجة الآن إلي استعادة روح أكتوبر بالتفاني في العمل ونبذ الخلافات حتي لا يكون احتفالنا بالذكري التاسعة والثلاثين للانتصار مجرد إجترار للماضي دون ان نتوقف أمام الدروس المستفادة.. وأهم درس نستخلصه من نصر أكتوبر أننا قادرون علي قهر المستحيل. تغريدة: منح الرئيس د. محمد مرسي وسام نجمة الشرف وقلادة سيناء لاسم الرئيس الراحل أنور السادات والفريق سعد الشاذلي رئيس الأركان الأسبق وتكريم أبطال حرب أكتوبر يحمل رسالة مهمة لمن تراودهم الشكوك بأن مصر لاتنسي أبداً صناع مجدها وعزها حتي لو اختلفت السياسات والأيدولوجيات.