مساجد الصحابة على وشك الانهيار.. واللصوص أفسدوا المزارات القبطية.. 50 مليون جنيه للتطوير في "خبر كان" على بعد 30 كم غرب مركز بني مزار بمحافظة المنيا، يقف البقيع الثاني بالبهنسا شاهدًا على عهد الإهمال والتقصير من قبل مسئولي وزارة الآثار والمحافظة، على حد سواء لأعظم بقعة تاريخية، كانت شاهدة على الفتوحات الإسلامية لمصر فى عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب. وتضم المنطقة 110 من كبار الصحابة والعلماء والفقهاء الذين حاربوا مع الفاتح عمرو بن العاص ضد الرومان، كما تضم مزار السبع بنات اللاتي قدمن أرواحهن فداءً لتأمين تلك المدينة، التي يطلق عليها البهنسا أو "البقيع الثانى"، حيث يرقد هناك أكثر كبار الصحابة وعلماء المسلمين ومزار السيدة "مريم البتول" وشجرتها التي مكثت تحتها 3 أيام لتكون مزارًا سياحيًا للقاصي والداني. المنطقة تعاني من الفساد رغم تخصيص أكثر من 10 ملايين جنيه منذ سنوات، لتطوير المنطقة وترميم الآثار والمساجد والقباب، التي أوشكت على الانهيار لتفقد المنيا أعظم بقعة تاريخية جمعت عصورًا تاريخية على مر مئات السنين. كانت وزارة الآثار قد خصصت عهد اللواء حسن حميدة، محافظ المنيا الأسبق، ميزانية كبيرة بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي لتنمية تطوير المنطقة، التي تعرضت لاغتصاب الأهالي على بعض منها، وتم البناء فوق المباني الأثرية والسياحية، وأهملت المنطقة وأصبحت مرتعًا للسرقات من قِبل تجار الآثار في غيبة القانون والدولة، خاصة بعد 25 يناير 2011. وأكد مسئول أثرى – رفض ذكر اسمه - أن القباب أوشكت على الانهيار بعد أن أصابتها تشققات كبيرة وظهر هذا جليًا في قباب "يحي البصري وأبو سمرة ومحمد الخرساني"، وبالرغم من إرسالنا عدة استغاثات لوزارة الآثار، لإنقاذ القباب من الضياع والانهيار، والتعدي الواقع بمحيطها، إلا أن الوزارة لم تخصص أي مبالغ مالية لذلك، مما دفعهم إلى اللجوء ومد اليد إلى الصندوق الاجتماعي للتنمية الذي رفض مؤخرًا المشاركة في التطوير. وتعتبر قبة "يحيى البصري" والتي سميت بهذا الاسم نسبة إلى الحسن البصري وهو من أشهر التابعين من أكثر القباب التي وصل حالها إلى الاضمحلال في منطقة البهنسا. كما توجد قبة "أبو سمرة" وهي لأحد علماء المسلمين الذي تميز بعلمه في العصر المملوكي وهو "عبد الغنى بن سمرة البهنسي"، وتحتوى على زاوية صلاة، انهارت أجزاء منها، وقد بدأت أعمال الترميم في تلك القبة منذ سنوات ولكن تركها المقاول دون أن يستكمل أعمال الترميم. ولم يختلف الأمر كثيرًا في قبة محمد الخرسي أحد علماء البهنسا في العصر العثماني ولقب بالحبر لكثرة نبوغه في العلم، وأصيبت كذلك تلك القبة بعدد من التشققات في قاعدتها، وفي أعلاها، مما يجعلها قابلة للانهيار في أي لحظة. ولم يقتصر الإهمال والفساد في القباب بل تحولت المنطقة إلى مرتع للصوص الآثار وتعديات الأهالي على بعض أراضيها بالبناء، ولم تتحرك التعديات ساكنًا من قبل المحافظة أو وزارة الآثار في إهمال المنطقة، بأكملها وأصبحت البهنسا منطقة تسكنها الأشباح. وأكد حسن الجلاد من أبناء قرية البهنسا أن المنطقة يرثى حالها، بعد أن أهملت وتحولت المساجد بقبابها إلى مرتع للحمير والماعز، في ظل غياب تأمين الآثار والمنطقة، وفى غياب الأمن الذي سمح لتجار الآثار بنهب ثروات القرية من آثار ومقتنيات غالية تمثل جزءًا أصيلاً من تاريخ مصر. فيما أضاف ماهر محمود، من سكان منطقة البهنسا، أن زوار المنطقة هجروها حتى السياح الأجانب بعد أن فقدت المنطقة جمالها ورونقها وتحولت إلى خرابة حتى الكنائس والمزارات القبطية غيبها الإهمال. من ناحيته، أوضح محمد سلامة، أحد مفتشي الآثار، أن المنطقة تضم عددًا كبيرًا من المساجد أشهرها مسجد سيدي على الجمام، والبصري، وعبادة بن الصامت وغيرها من المساجد التي شيدت لكبار الصحابة في العهود الأولى للفتح الإسلامي، ولكن شواهد الإهمال حولتها إلى منطقة خالية من الزوار. وطالب الأهالي الرئيس عبدالفتاح السيسي وهيئة اليونسكو بإنقاذ آثار مصر خاصة آثار المنيا، والتي تمثل ثلث آثار مصر. شاهد الصور..