تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" هجمات دامية أسفرت عن مقتل العشرات في اثنين من معاقل الحكومة السورية على ساحل البحر الأبيض المتوسط. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن قرابة 150 شخصا قتلوا في الهجمات التي استهدفت مدينتي طرطوس، مركز محافظة طرطوس، وجبلة في محافظة اللاذقية. لكن وسائل إعلام حكومية تقول إن حصيلة القتلى تقدر ب78 شخصا. ويقول مراسل بي بي سي في دمشق، عساف عبود، إن هذه هي المرة الأولى التي يقع فيها تفجير انتحاري في المدينتين. وبحسب المرصد، الذي يوجد مقره في بريطانيا، فقد قتل نحو 100 في جبلة، بينما قتل 48 في طرطوس. وتقع طرطوس، التي توجد فيها قاعدة بحرية روسية، على بعد 300 كيلومتر عن العاصمة دمشق. وجاء في وكالة أنباء مرتبطة بما يسمى ب "تنظيم الدولة الإسلامية" أن عناصر التنظيم هم الذين نفذوا هذه التفجيرات. وقالت وكالة أعماق إن الهجمات استهدفت "تجمعات للعلويين" وهي الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس السوري، بشار الأسد. وقالت مصادر حكومية إن قذائف استهدفت أحياء سكنية في مدينة جبلة، على بعد 6 كيلو مترات عن قاعدة حميميم الروسية. كما أفادت تقارير بأن قنبلتين انفجرتا في مدخل محطة الحافلات في جبلة. وأضافت أن انتحاريا فجر نفسه أيضا في مدخل قسم الطوارئ في مستشفى جبلة. ووقع التفجير الرابع قرب مقر مديرية الكهرباء في جبلة. وفي طرطوس، انفجرت قنبلة في المدخل الرئيسي لمحطة الحافلات، بينما فجر انتحاري نفسه داخل المحطة. وفجر انتحاري آخر نفسه في منطقة حضرية غربي المدينة، حسب وكالة الأنباء العربية السورية (سانا). وقال وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، إن "الإرهابيين يلجأون إلى مهاجمة المدنيين، لأنهم غير قادرين على مواجهة الجيش السوري". وأضاف في تصريح لقناة الإخبارية: "هذا لن يثنينا، سنفعل كل شيء لمكافحة الإرهاب". وعبرت روسيا عن قلقها من التفجيرات، وقالت إنها تؤكد ضرورة مواصلة محادثات السلام، بين الحكومة والمعارضة. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي بموسكو: "طبعا لا يمكن لتصاعد التوتر والأعمال الإرهابية أن يزيد من القلق. إنه دليل على هشاشة الوضع في سوريا، ويؤكد على ضرورة مواصلة السعي لاستئناف المفاوضات". وعن سؤال ما إذا كانت روسيا ستعيد النظر في قرارها سحب أغلب قواتها من سوريا في مارس، أشار بيسكوف إلى تصريح للرئيس، فلاديمير بوتين، يقول فيه إن البنى التحتية في البلاد تسمح "بمرونة كبيرة في القرار".