وصفت صحيفة "تايمز أوف" الإسرائيلية, لقاء شيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الفاتيكان, اليوم, بأنه "غير مسبوق", والهدف الحقيقي منه تحسين العلاقات بين الديانتين, وينتظر أن ينتُج عنه تفعيل دور اللجان المشتركة بين المؤسستين، والذي توقف لأكثر من خمس سنوات في ضوء الخلاف بينهما. وأضافت الصحيفة, أن ذلك اللقاء جاء بعد تدهور العلاقات بشكل كبير في عام 2011, بسبب تعليق بابا الفاتيكان آنذاك بنديكتوس, على تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية، حيث طالب قادة العالم بتوفير الحماية للأقليات المسيحية في الدول ذات الأغلبية المسلمة. وأوضحت أن تلك العلاقات المتوترة بدأت في التحسن عقب تولي البابا فرنسيس الكرسي الباباوي في الفاتيكان في 2013، لتصل إلى نقطة هامة باستقبال فرنسيس للرئيس عبد الفتاح السيسي في منزله بروما في نوفمبر 2014. وبعد هذا اللقاء تبادلت وفود الأزهر والفاتيكان الزيارات، إلى أن سلم سكرتير المجلس الباباوي دعوة لشيخ الأزهر في فبراير الماضي لزيارة روما ولقاء بابا الفاتيكان. يذكر أن موقع "كروس" وهو موقع معني بتغطية أخبار الكنيسة الكاثوليكية- قال في تقرير له، اليوم، إن اللقاء يعد فرصة للبابا فرنسيس لاستثمار رأس المال السياسي الكبير في بنك العالم الإسلامي. ونقل الموقع عن بابا الفاتيكان قوله، في تصريحات له مؤخرا، إن "التعايش بين المسلمين والمسيحيين لا يزال ممكنا"، داعيا الدول الغربية لانتقاد الطريقة التي صدرت بها مفهوم الديمقراطية بالقوة إلى الدول الإسلامية. ودأب الفاتيكان منذ توليه على إدانة الهجمات التي تشنها الجماعات الإسلامية المتشددة في الدول العربية والغربية. وقال الأزهر، في بيان له، إن زيارة الطيب للفاتيكان "تاريخية"، مضيفا أن اللقاء يهدف إلى بحث سبل تنسيق الجهود بين المؤسستين من أجل نشر ثقافة الحوار والسلام والتعايش بين الشعوب والمجتمعات. وأشار الأزهر إلى أن الزيارة ستتضمن جلسة حوارية بين وفدين من الأزهر والفاتيكان لمناقشة إعادة تفعيل لجان العمل المشتركة بينهما.