رشح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" لمنصب وزير الدفاع خلفًا لموشيه يعلون، بعد أيام من إعلان ترحيبه بمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لإحياء عمليات السلام، فى خطوة اعتبرها بمثابة رد عملي على الدعوة تعكس ميل الحكومة الإسرائيلية إلى انتهاج خط التشدد. ويعُرف ليبرمان، بتطرفه اليمنى الشديد وموقفه المتعصب من العرب، ورفضه الاعتراف بدولة فلسطين، وقال ليبرمان خلال لقائه مع سفراء اتحاد الدول المستقلة فى انتخابات 2001، إنه فى حال نشبت حرب بين مصر وإسرائيل، على إسرائيل أن تفجر السد العالى وتغرق بالمياه بحيرة ناصر والمناطق المحاذية لها. وترأس ليبرمان، منصب وزير خارجية إسرائيل فى مارس 2009، وأبلغت مصر إسرائيل إن مندوبها لن يلتقى ليبرمان حتى يعود عن أقواله بشأن ضرب السد العالي، وقدّم استقالته فى مايو 2015، وصرح بعدم مشاركته فى الحكومة المقبلة. كان نتنياهو، قد أعرب عن ترحيبه بالمبادرة المصرية قائلًا: "أبارك حديث الرئيس السيسى بشأن استعداده لبذل مجهود لدفع عملية السلام والأمن بيننا وبين الفلسطينيين وشعوب المنطقة". من جانبه قال الدكتور حسن نافعة وأستاذ العلوم السياسية والاقتصادية بجامعة القاهرة، إن إسرائيل بتعيينها ليبرمان وزيرًا للدفاع أخرجت لسانها للعرب جميعًا، معتبرًا القرار صفعة جديدة للعرب، فكلما تقدم العرب بمبادرة للسلام تتعامل معها بكل تكبر واستهزاء. وأضاف نافعة، فى تصريحات إلى "المصريون"، أن إسرائيل ترى إن مبادرات السلام تخرج من الضعف والاستسلام، وأن الدول العربية أضعف منها ويحتاجون إلى السلام معها دائما، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعاملت مع كل المبادرات العربية السابقة بنفس الأسلوب من التعنت والتكبر. وقالت تسيفى ليفنى عضو الكنيست عن حزب" المعسكر الصهيونى"، إن نتنياهو رفض الالتزام بتنفيذ مسيرات السلام التى دعا إليها السيسي، مشيرة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أرسل رسالة سلام إلى بنيامين نتنياهو، فكان الرد تعيين أفيجدور ليبرمان وزيرًا للدفاع. وربط اللواء نبيل فؤاد الخبير الاستراتيجى، قرار تعيين ليبرمان، اليمينى المتطرف بدعوة الرئيس السيسى للسلام، وقال "ليبرمان معروف بتصريحاته العدائية ضد العرب والمسلمين والفلسطينيين، وتعيينه ربما قد يكون قراءة مستقبلية لأوضاع المنطقة، والتى ستحتاج إلى شخصيات سياسية متشددة فى حالة إجراء أى مفاوضات أو مبادرات". وقال فؤاد، إن "ما أعلنه الرئيس السيسى فى البيان الذى ألقاه بأسيوط لا يمكن وصفه بالمبادرة فهو لا يتجاوز الدعوة من أجل السلام، وإن كان هذا لا ينفى احتمالية ارتباط دعوة الرئيس بالتغييرات الوزارية بإسرائيل حتى يكونوا على قدر من الاستعداد عند فتح باب التفاوض لاتخاذ قرارات معينة يهدفون إليها ولا نعلمها". وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى، قد دعا الأطراف الإسرائيلية لتحقيق السلام حتى تستفيد الأجيال المقبلة، لافتًا إلى أن المبادرة العربية للسلام تسهم فى إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأوضح أن هناك العديد من المبادرات العربية والدولية لإيجاد حل حقيقى للقضية الفلسطينية، ومصر تلعب دورًا رياديًا فى تلك المبادرات، مشيرًا إلى أن المنطقة العربية ستكون أكثر استقرارًا وسلامًا بحل الأزمة الفلسطينية. وقال السيسى فى كلمته - خلال افتتاح عدد من المشاريع التنموية بمحافظة أسيوط الثلاثاء الماضي: "أرجو من القيادة الإسرائيلية إذاعة خطابه فى إسرائيل مرة واتنين للاستفادة من تحقيق السلام". وأكد أن هناك فرصة لكتابة صفحة جديدة من السلام فى المنطقة، قائلًا: "أنا مابعرفش أحور أو أتآمر، حل القضية الفلسطينية وإقامة دولتها السبيل الوحيد لتحقيق سلام أكثر دفئاً بين مصر وإسرائيل". وأضاف، أنه لو تحقق السلام فى المنطقة سيتغير وضع الشرق الأوسط الملتهب للأفضل.