شهدت محافظات الجمهورية عامة وميادين القاهرة بصفة خاصة أمس حالة من الإجراءات الأمنية المكثفة من قبل قوات الأمن والجيش وأصبحت منطقة وسط البلد ثكنة عسكرية وذلك بعد دعوات التظاهر التي أطلقها العديد من القوى السياسية المصرية تحت عنوان "مصر مش للبيع" تزامنًا مع الذكرى ال34 لتحرير سيناء. فيما قامت قوات الأمن بمحاصرة كل ميادين القاهرة والجيزة ومطاردة كل من يحاول التجمع أو التظاهر، فى المقابل سمحت لأنصار الرئيس عبد الفتاح السيسي دخول الميادين والاحتفال تحت حماية أفراد الشرطة. كان يوم 25 أبريل قد راهن عليه العديد من القوى السياسية والحركات الثورية المعارضة للرئيس عبد الفتاح السيىسي، وكان من أبرز المشاهد التي ظهرت أمس، تطبيق القانون على المعارضين للنظام فقط دون غيرهم. ومع بداية اليوم فى الصباح، كانت القاهرة تحت حصار مشدد من قبل قوات الأمن، حيث تم محاصرة كل مناطق وسط البلد، ومحطات المترو، مع غلق تام للأماكن المعلن عنها لمظاهرات "مصر مش للبيع"، حيث تم غلق ميدان التحرير، شارع عبد الخالق ثروت ومحيط نقابة الصحفيين، التي أصبحت ملاذ للمحتجين بعد إغلاق جميع الميادين وقد ظهرت أمس ثكنة عسكرية ممنوع المرور أو الاقتراب والتصوير باستثناء أنصار الرئيس السيسي، ومقر نقابة الأطباء، وكانت معظم شوارع القاهرة خالية من المواطنين، أفراد الشرطة ومؤيدي النظام. كما شهد ميدان مصطفى محمود بمنطقة المهندسين، تجمع العشرات لأنصار الرئيس عبد الفتاح السيسي من السيدات يحملن الأعلام المصرية وأعلام السعودية، ورددن هتافات: "تسلم الأيادي.. تسلم يا جيش بلادي"، و"تحيا مصر"، ورفعن صور الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الراحل أنور السادات، فيما قامت بعضهن برفع بيادات القوات المسلحة على رؤوسهن فرحة بما قدمه الجيش للوطن كل ذلك تحت حماية قوات الشرطة. وشهدت منطقة بولاق الدكرور، خروج مظاهرة ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن وقام المتظاهرون بإحراق سيارة شرطة أثناء الاشتباكات، وحدث كر وفر ثم حاول عدد من المتظاهرين التجمع في ميدان المساحة بالدقي، حتى وصلت قوات الشرطة وأطلقت الغاز المسيل للدموع، والطلقات الخرطوش وتفريق المتظاهرين. وبعد اندلاع الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في ميدان المساحة بمنطقة الدقي، لجأ العديد من المتظاهرين والصحفيين إلى مقر حزب الكرامة القريب من الميدان، وهو أحد الأحزاب الداعية لمظاهرات أمس، وذلك هربًا من قنابل الغاز المسيل للدموع، وطلقات الخرطوش التي أطلقتها قوات الشرطة. وفى سياق متصل انطلقت مظاهرتان فى شارع فيصل بمنطقة الهرم، وهي المظاهرة التي لم تستمر كثيرًا عن مثيلاتها وحدث كر وفر بين المتظاهرين وقوات الأمن بعد أن قام أفراد الشرطة بتفريقهم بالغاز المسيل للدموع. وكان من ابرز مشاهد أمس لأول مرة في تاريخ نقابة الصحفيين يتم محاصرتها ومنع الدخول أو الخروج، والتضييق على الصحفيين، وهو الأمر الذي دفع مجلس النقابة للإعلان عن اجتماع طارئ اليوم الثلاثاء، لمناقشة تلك الانتهاكات الاعتداءات، وجاء الإعلان عن اجتماع الغد، بعد أن رصدت غرفة عمليات نقابة الصحفيين، ارتفاع عمليات القبض والاعتداء على الصحفيين مع بداية فعاليات الاحتجاجات منذ الصباح المعارضة للتنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير"، معلنة عن ارتفاع أعداد الصحفيين الذين تم القبض عليهم اليوم إلى 15 صحفيًا، كان منهم 3 في الصباح تم الإفراج عنهم في وقت متأخر من المساء، فيما تم اعتقال 12 صحفيًا آخر والاعتداء على 3 آخرين بخلاف حصار عدد من الصحفيين بمقر حزب الكرامة. وفي الوقت التي كانت قوات الأمن تسيطر على ميادين القاهرة والجيزة، اندلعت العديد من المظاهرات المعارضة للرئيس عبد الفتاح السيسى في عدة محافظات. وكانت أبرز المحافظات التي خرجت منها المسيرات والمظاهرات أمس محافظة الشرقية، وخاصة مدن "الحسينية وبلبيس ومنيا القمح والعاشر من رمضان، رافعين أعلام مصر ولافتات مطالبة برحيل السيسي ونظامه، ومنددة بما أسموه تدهور الأوضاع الاقتصادية وقمع الحريات.