بدأت بوادر إكمال إثيوبيا لسد النهضة تظهر تدريجيا، حيث حذّر خبراء ومتخصصون من نقص منسوب المياه التدريجي، الذي يبدأ خلال الأسابيع المقبلة مع انتهاء إثيوبيا من بناء السد في "يوليو". ورغم أن وزارة الموارد المائية والري أعلنت أنها لم ترصد إلى الآن نقصا في المنسوب عن المعتاد، إلا أن النقص ملاحظ لجميع المواطنين بالرؤية المباشرة، إضافة إلى ظهور جزر حقيقية هذه المرة في بعض المناطق على مستوى الجمهورية.
وقال الدكتور خالد وصيف، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري، إنه لا يوجد نقصا في منسوب المياه لأن وزارة الري تتحكم في المنسوب بالكامل، لافتا إلى أن الإشاعات قد تسبب توترا وذعرا لدى المواطنين رغم أنها لا أساس لها من الصحة.
وأشار وصيف في تصريحات خاصة ل "المصريون"، إلى ظهور جزر في النيل ليس بسبب نقص المياه، بل أن هذه الجزر موجودة في السابق، محذرا من ترديد معلومات غير صحيحة من شأنها أن ترد بالمفاوضات الفنية الجارية والخاصة بسد النهضة الإثيوبي.
من جانبه، قال المتحدث الإعلامي لحركة وعي لتثقيف السياسي، هاني القللي، إن بعض المواطنين شعروا خلال اليومين الماضيين بضعف منسوب المياه في المنازل ولجأ البعض إلى استخدام محركات جذب المياه كي تصل إلى المناطق العليا، فيما انخفضت المياه بالنسبة للقاطنين في الأدوار الأولى من المنازل، وتناول البعض وجود مشكلة في نقص منسوب المياه في نهر النيل.
وأوضح "القللي" أن الأمر لا يستدعي أبدا التهويل لأن ذلك من شأنه تحريك قضية سد النهضة لتسير في طريق غير مرغوب به، مطالبا المواطنين بالهدوء وعدم الالتفات إلى مصادر غير رسمية لنقل المعلومات.
من جانبه، حذر خبير السدود والمياه بالأمم المتحدة، الدكتور أحمد الشناوي، من كارثة قال إنها في انتظار المصريين، لافتا إلى صعوبة الوضع الحالي، بعد عدم استجابة القيادة السياسية لمطالبات اتخاذ موقف قوي تجاه سد النهضة، لافتا إلى أن مصر بالفعل تواجه أزمة حقيقية تهدد الملايين من الأجيال الحالية والقادمة.
واعتبر "الشناوي" في تصريح ل "المصريون"، أن قضية سد النهضة لم تعد قضية "عادية" بل أصبحت قضية شعب لا بد من وجود بدائل فورية لبنائه، مشيرا إلى أن سد النهضة أقيم بالفعل وبناؤه يعني نقص منسوب مياه النيل بشكل يخصم من رصيد الفرد الواحد أكثر من نصف حقه من المياه.
وكان الشناوي قد دعا إلى استخدام الحل العسكري ضد سد النهضة، مناشدا السيسي بضرورة توجيه ضربة عسكرية قبل يونيو المقبل وقت أن تبدأ إثيوبيا فعليا في تخزين المياه، وإذا بدأت في التخزين سيكون من الصعب ضرب السد لأن ذلك معناه أن المياه المنحدرة من إثيوبيا قد تُبيد محافظات كاملة في مصر إضافة إلى اختفاء "الخرطوم" في السودان وعدد من الجزر التابعة لها.