انتقدت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز", الدعوة التي أطلقها المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية تيد كروز, لتسيير دوريات في أحياء المسلمين, ووصفتها ب"الخطيرة". وقالت الصحيفة الأمريكية في افتتاحيتها في 23 مارس, إن هذه الدعوة, التي ظهرت بعد هجمات بروكسل, تبعث برسالة خطيرة مفادها أن المسلمين غرباء عن الولاياتالمتحدة، وهي الرسالة نفسها, التي يروج لها تنظيم الدولة "داعش", لتجنيد المزيد من الإرهابيين, حسب تعبيرها. وتابعت " سياسة عزل المسلمين في المجتمعات الغربية والقيود العشوائية على هجرة المزيد منهم تلعب دورا كبيرا في تجنيد الإرهابيين". وأضافت أن الهجمات الدامية التي تعرضت لها بلجيكا في 22 مارس تظهر أهمية الجهود العسكرية متعددة الجنسيات التي تسعى إلى إضعاف وتدمير تنظيم الدولة في مناطقه بسوريا والعراق وأماكن أخرى. واستطردت " يجب التركيز في الوقت الراهن على اقتلاع الإرهابيين من جذورهم في بلدانهم الأصلية, قبل أن يصلوا إلى دول الغرب". وكانت المرشحة الديمقراطية المحتملة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون قالت إنه من الخطأ فعل أي شيء يوحي بمحاربة الإسلام، فيما تنافس المرشحان الجمهوريان دونالد ترامب وتيد كروز على تقديم مقترحات معادية للمسلمين. وفي تصريحات أدلت بها لشبكة "سي ان ان" الإخبارية الأمريكية في 23 مارس, أضافت كلينتون "من الخطأ والخطورة فعل أي شيء يوحي أننا في حرب مع دين بأكمله يبلغ تعداد أتباعه مليارا وأربعمئة مليون نسمة". وتابعت " من الضرورة دمج المسلمين, وعدم جعلهم يشعرون بالقلق إذا ما سمعوا ورأوا شيئا مريبا بحيث لا يمكنهم الإبلاغ عنه, حتى يكونوا جزءا من حماية الولاياتالمتحدة، ونفس الشيء ينطبق على أوروبا"، حسب قولها. وردا على انتقادات المرشح الجمهوري تيد كروز لها وللرئيس الأمريكي باراك أوباما بسبب عدم استخدامهما ما سماه "إرهاب الإسلام الراديكالي" لتوصيف عدد من الهجمات الإرهابية، قالت كلينتون :"إن ذلك جدل يحاول أناس مثل كروز إثارته". وأضافت "وأنا أطلق على تلك العمليات الإرهاب الجهادي الراديكالي لأنه ذو جذور في الفكر الإسلامي، ويجب أن يتم لفظه من جانب المسلمين في أنحاء العالم". وتابعت "سنكون أكثر فاعلية في هزيمة الجهاد الراديكالي وتنظيم الدولة وجميع المنظمات والمجموعات الإرهابية الأخرى إذا أقمنا تحالفات مع الدول الإسلامية"، معربة عن اعتقادها بأنه "لا يمكن الحصول على تعاون حقيقي ومكثف وطويل الأمد مع تلك الدول في ظل تلك التصريحات المسيئة". ودعت كلينتون إلى العمل على منع "الإرهابيين" وعزلهم عن أغلبية المسلمين وهزيمتهم "وبذل كل الجهود لحماية أمريكا وأوروبا وشركائنا الآخرين في جميع أنحاء العالم". ورفضت في هذا الصدد الرد على ما وصفته بسيل التصريحات التي تحمل الإهانات من المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب، واعتبرتها "نوعا من السخف". وفي المقابل، قال دونالد ترامب لقناة "فوكس نيوز" إنه في حال وقوع هجوم مماثل لما شهدته بروكسل في الولاياتالمتحدة, فإنه "سيغلق الحدود الأمريكية، و"لن يسمح (للمهاجرين) بدخول الولاياتالمتحدة". وأضاف " إذا كان المرشحون للهجرة مسلمون يجب أن يخضعوا للمراقبة بدقة"، وزعم "أن المسلمين لا يندمجون في دول أخرى". ومن جهته، قال تيد كروز في بيان له بعد التفجيرات التي وقعت في مطار بروكسل ومحطة قطار الأنفاق في العاصمة البلجيكية :"علينا أن نسمح لقوات الأمن بالقيام بدوريات, والحفاظ على الأمن في الأحياء المسلمة, قبل أن تصبح متطرفة". وهذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها كروز المسلمين وليس "الإسلاميين المتطرفين"، وكان قد توعد "الجهاديين" ب"وابل من القنابل" بعد هجوم سان برناردينو في كاليفورنيا في ديسمبر الماضي. وحسب "الجزيرة", انتقد ترامب وكروز في تصريحات أخرى لوسائل إعلام أمريكية سياسة الهجرة الأوروبية واعتبرا أنها متساهلة جدا, وسمحت "بتدفق إرهابيين متطرفين إسلاميين إلى أوروبا", حسب زعمهما.