ترددت طوال الأيام القليلة الماضية أنباء عن عودة وزارة الإعلام فى التعديل الوزارى الجديد وقام الكثيرون بنشر عدد من الأسماء لهذا المنصب فى مقدمتهم الكاتب الصحفى ياسر رزق رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة الأخبار . ورداً على هذه الأنباء أتوقف عند عدد من الملاحظات والمعلومات والتساؤلات التى أطرحها فى السطور القادمة . - تباينت وجهات النظر حول تولى ياسر رزق لمنصب الوزير فهناك مصادر مطلعة أكدت أن المنصب لم يعرض عليه من الأساس وأنه هو من يقوم بترويج الشائعات عن نفسه لكى يظل دائما فى صورة المتعفف عن قبول المنصب الوزارى .
- الكثيرون أكدوا أن وراء هذه الأنباء عدد من قيادات ماسبيرو الحالية والذين يرتبط معهم ياسر بعلاقات زمالة وصداقة قوية ويريدون لفت الانظار اليه لعل مساعيهم تفلح فى اختياره وزيراً خوفاً من أن يتم فتح ملفاتهم السوداء فى حال تولى شخصية عسكرية منصب وزير الإعلام .
- كشفت مصادرى المطلعة أن ياسر أبلغ عدد من المقربين اليه أنه قدم إعتذاراً بالفعل عن تولى منصب الوزير لرغبته فى البقاء فى منصبه الحالى كرئيس لمجلس إدارة وتحرير الأخبار لأنه يعلم أن منصب الوزير سيكون مؤقتاً وسيتم تغييره مرة آخرى عقب تشكيل الكيانات الإعلامية التى نص عليها الدستور الجديد فى المواد 211 و212 و213 وهى الهيئة الوطنية للصحافة، وهي التي تنظم وتدير عمل الصحف القومية وتملكها، والهيئة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، وهي التي تمتلك وتدير «الإذاعة والتلفزيون»، ومجلس ثالث هو كيان تنظيمي يراقب الأداء المهني، وهو المجلس الوطني للإعلام، وهو مجلس ليس تنفيذيًا، وليس له علاقة بإدارة الإعلام، وإنما هو كيان تنظيمي ورقابي كمنظم للعملية الإعلامية على مستوى طلبات إنشاء الصحف، وإطلاق الفضائيات، ومتابعة أداء المهنة، وتلقي الشكاوى وفحصها، والتحقيق في أي تجاوزات في ضوء ميثاق الشرف الإعلامي .
- يرى الكثيرون أنه اذا ما تم – أقول إذا تم – تعيين ياسر وزيراً للإعلام فهذا معناه ( دفن ) كل ملفات الفساد القديمة والجديدة داخل ماسبيرو حيث أن ياسر زميل دفعة مجدى لاشين رئيس قطاع التليفزيون ( اعلام القاهرة 1986 ) كما أنه صديق مقرب من عصام الأمير رئيس الإتحاد , علاوة على علاقته القوية بصفاء حجازى رئيس قطاع الأخبار والجميع يتذكر أنها من قدمته كمذيع فى حوارهما الشهير مع العالم المصرى العالمى د. أحمد زويل ( يضاف لما سبق أن زوجته الفاضلة الكاتبة الصحفية أمانى ضرغام مدير تحرير جريدة الأخبار تعمل كمذيعة فى إذاعة البرنامج العام ) , كما أن تعيينه سيعنى اغلاق قضايا وجرائم عدد كبير من قيادات ماسبيرو والذين كانوا مقربين من أنس الفقى آخر وزير للإعلام فى عهد حسنى مبارك حي أن الفقى هو الذى قام بتعيين ياسر رئيساً لتحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون فى عام 2005 واستمر بها لحين إختياره رئيساً لتحرير جريدة الأخبار فى 18 يناير 2011 أى قبل ثورة 25 يناير بأسبوع واحد .. ولذلك يرى الكثيرون أن تعيين ياسر سيكون نهاية لاحلام أبناء ماسبيرو فى التطوير والتغيير ومواجهة الفساد ومحاكمة الفاسدين .
- تؤكد مصادرى المطلعة أن الغالبية العظمى مما ينشر حول وزير الإعلام القادم مجرد إشاعات وتكهنات حيث أن اللواء سمير فرج مستشار الشئون المعنوية إعتذر عن قبول المنصب ونفس الحال اللواء أحمد أنيس وزير الإعلام السابق ورئيس مجلس إدارة شركة النايل سات الحالى والذى يفضل البقاء فى منصبه ( بعيداً عن الصراعات ووجع الدماغ كما أكد للمقربين اليه ) وكذلك الحال بالنسبة للمهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذى أعلن أيضاً أنه لن يعود لماسبيرو خلال المرحلة القادمة .
- بعض الجهات العليا استطلعت أراء عدد من الصحفيين والإعلاميين منهم عادل حمودة والذى قدم اقتراحات للتطوير ولكنه رفض تعيينه وزيراً للإعلام .
- هناك بعض الجهات أيضاً قامت بالتواصل مع الإعلامية سناء منصور لتولى هذا المنصب , إلا أن هناك تحفظات على إختيارها بسبب كبر سنها ( 75 ) عاماً علاوة على الخوف من فشل تجربتها فى الوزارة مثلما حدث مع د. درية شرف الدين وزيرة الإعلام السابقة .
- السؤال الذى يطرح نفسه الآن هو : لماذا تراجعت الجهات العليا فى مصر عن تعيين شخصية عسكرية تم إعدادها بالفعل لشغل هذا المنصب وحصل على الدورات اللازمة داخل وخارج مصر لكى يقود مسيرة تطوير وتطهير الإعلام الحكومى خلال المرحلة القادمة ؟ وأتصور أن هذا التراجع عن تعيين شخصية عسكرية من خارج المبنى ولم يسبق لها العمل داخله معناه عدم وجود نية جادة للقضاء على الفساد الذى يواصل الإنتشار داخل ماسبيرو ؟!!!!!! .