في الوقت الذي يحتفى فيه العالم بمناسبة خلقت خصيصًا لرسم البسمة على شفاه الأمهات تحت تسمية "عيد الأم" ليكن بمثابة تجديد العزم على العطاء الذي لا يتوقف لإسعاد أولادهن ولو على حسابهن.. إلا أن هذه العام جاء مختلفًا نوعًا ما تحت سماء القاهرة؛ حيث يقبعن العديد من الأمهات المصريات خلف القضبان. في هذا التقرير تستعرض "المصريون" أمهات خلف القضبان في عيدهن: سامية شنن حكم الإعدام الوحيد ضد المعارضات السياسيات، كان من نصيب سامية شنن، إذ أصدرت محكمة جنايات القاهرة - 12مارس 2014 - بإحالة أوراق 188 معتقلاً إلى المفتى على خلفية أحداث كرداسة بالجيزة، من بينهم المعتقلة سامية حبيب محمد شنن، وكذلك ابناها المعتقلان معها على ذمة القضية ذاتها، ليكون ذلك هو أول حكم حضوري بالإعدام ضد امرأة، وبإضافة ابنيها يكون أول حكم بإعدام أسرة كاملة منذ 3 يوليو 2013. وفى 2 فبراير أكدت محكمة جنايات القاهرة الحكم بالإعدام على 183 بينهم شنن، وهو ما وصفته منظمة العفو الدولية بالأمر "المشين"، مؤكدة أنها أحكام بالغة الجور تمثل علامة أخرى على تجاهل مصر للقانون الوطني والدولي. وبحسب ذويها تعرضت "شنن" للتعذيب فى معسكر الأمن المركزي بالكيلو 10.5، والإهانة اللفظية والجسدية، والتعليق فى الحائط، والصعق بالكهرباء، للاعتراف بتهم ملفقة لها، مؤكدين تعرضها للتعذيب والانتهاكات أمام ابنها للضغط عليه للاعتراف، وتعرض ابنها للتعذيب أمامها، مما اضطرها للاعتراف بالتهم، وأكدت فيما بعد أنها اعترفت تحت الضغط والإكراه. رشا منير أم لثلاثة أطفال، أكبرهم لم يتجاوز العاشرة، كانت فى مسيرة مع أختها هند منير فى رمسيس وحينما انتهت المسيرة وأثناء عودتهما لمنزلهما، تم القبض عليهما من المواصلات العامة، بعد اعتقال – رشا - ووضعها فى سجن القناطر ببضعة أشهر توفى زوجها أثناء زيارته لها وهو يقف فى طابور الانتظار ليرى زوجته، ومن التُهم الملفقة لها حيازة سلاح آلي. ويقول عنها زوجها - رحمه الله _ قبل وفاته حينما نشر الإعلام صورتها مع أختها: "بالله عليكم دا منظر إرهابيين، حرائر مصر إرهابيين، يا عالم أنا زوجتي بتخاف تولع الصاروخ أبو ربع جنيه حسبنا الله ونعم الوكيل". سمر النجار سمر، هي طالبة بكلية حقوق بالجامعة المفتوحة وأم لطفل فى المرحلة الابتدائية كانت النجار من أشد المؤيدات لأحداث ال 30 من يونيو ولم تكن تنتمي إلى أي فصيل سياسي، وجاءت الاتهامات بأنها تابعة لجماعة محظورة، وغيرها من التهم الجاهزة تجاه الثوار. ومن جهة أخرى، فقد بدأت النجار العمل بالصحافة كهواية ويقول أهلها إنه حتى هذه اللحظة لا نعلم مكانها أو حتى مقر احتجازها. رشا جعفر كان نصيب رشا جعفر، من بورسعيد، 32 عامًا، الاعتقال فى اليوم الثالث من الانتخابات الرئاسية، من منزلها، واتهمتها النيابة بتصوير اللجان خاوية، والعمل لصالح قناة الجزيرة مباشر مصر، وهو ما نفته رشا التي تعمل معلمة بإحدى الحضانات وأكدت أنها ليس لديها دراية بالعمل الصحفي ولم تمارسه من قبل، تم تجديد حبسها أكثر من مرة 15 يومًا على ذمة التحقيقات. تقول عايدة سيف الدولة، مدير مركز النديم لعلاج وإعادة تأهيل ضحايا العنف والتعذيب بالسجون، وأم الناشط علاء عبدالفتاح، القابع حاليًا بالسجون إن "ما يتعرض له الناشطات الثوريات داخل السجون المصرية هي جرائم واقعية سواء كان بيوم المرأة العالمي أو حتى كان يومًا عاديًا مطالبة بضرورة الإفراج عنهن ومحاولة تقليل حدة الانتهاكات التي تحدث بحقهن داخل السجون". وأضافت سيف الدولة في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن معظم الفتيات المتهمات بخرق قانون التظاهر أو غيرهن هناك عدد كبير منهن يجب ألا يكن داخل السجون وخاصة من نساء القوى الثورية، معللًا ذلك بأن التظاهر ليس تهمة خاصة وإن كان فيهن المنادية بالحرية والديمقراطية وتحقيق مطالب ثورة ال 25 من يناير.