«متعملش مداخلة مع عمرو أديب محدش بيتفرج عليه».. هكذا طالب مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، الرئيس عبدالفتاح السيسي، إثر مداخلته معه التي تحدث فيها عن "الألتراس"، وتأكيده على ضرورة الجلوس معهم. وكان السيسي أجرى مداخلته الأولى مع أديب في فبراير الماضي، للتعليق على واقعة هتاف ألتراس أهلاوي ضد المجلس العسكري والمطالبة بإعدام المشير حسين طنطاوي. وخلال المداخلة أكد السيسي أنه يجب الجلوس مع الألتراس، مشددا على أن الكل شارك في ظلمهم، ورد أديب قائلاً: "طب والأخ اللى رافض التصالح مع الألتراس"، ما دفع منصور للرد قائلا: "أنا مش أخ أنا مستشار". غير أن السيسي لم يعبأ بمطالبة منصور، وأجرى مداخلته الثانية مع أديب، خلال أقل من شهر، وهو ما اعتبره معلقون انتصارًا للأخير. وتعود أزمة منصور مع أديب، بعد مداخلة الأول مع قناة العاصمة، التي وجه فيها جملة سباب لمقدم برنامج "القاهرة اليوم"، بعد انتقاده الأخير لسياسات الدولة، واصفًا إياه ب "الأراجوز"، مؤكدًا أن السلطات السعودية قادرة على أخذ حقه منه وإذا لم تستطع فعل ذلك، "هعلقك على باب القناة يا عمرو". لم يكتف منصور بذلك، بل سعى لجمع توقيعات من برلمانيين لإيقاف برنامج أديب، فيما قال الأخير إنه "يستغل منصبه السياسي لأغراض شخصية، متناسيًا مصلحة البلد التي هي أهم ما يشغل بال المصريين حاليًا". وقال الدكتور أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، إن "تفسيرات البعض بأن مداخلة السيسي مع عمرو أديب على أنها برسالة لمرتضى منصور، وأن أديب مدعوم من الدولة، غير صحيح". وأضاف مهران ل"المصريون" أن "مداخلة السيسي مع أديب ربما جاءت بالمصادفة، وأن الرئيس لا يملك فراغًا من الوقت لكي يفكر في أزمة منصور وأديب"، مشيرًا إلى أنه "ربما أن تكون قيادات من "أوربت" سعت لمداخلة السيسي واتصلوا بمكتب الرئيس ليحققوا هدفهم من توجيه رسالة إلى مرتضى منصور بأنهم مدعمون من الدولة". ورأى مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، أن "منصور يواجه حملة مدبرة بالتعاون مع ائتلاف دعم مصر لتنقية البرلمان واستبعاد كل من يشكل خطرًا على الوضع السياسي والبرلماني في هذه المرحلة"، معتقدًا أن "الحملة ليست متوقفة على مرتضى و نجله، وإنما هذا المخطط سينال من عدد من النواب". وقال الدكتور مروان يونس، خبير الإعلام السياسي، إنه "لا يوجد رابط بين مداخلة السيسي وصراع عمرو أديب مع مرتضى منصور، فالدولة أكبر من تلك الأزمة، وأن مصر دولة كبيرة ورئيسها لا يولى لتلك الأزمة الصغيرة أي اهتمام". لكن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أعادوا نشر صورًا للقاء جمع بين المشير عبد الفتاح السيسي خلال حملته الانتخابية في 2014 بمرتضى منصور وأحمد شوبير للمصالحة بينهما بعد فترة من قطيعة، للتأكيد على أن اهتمام الرئيس بمثل هذه الخلافات. وقال زهدي الشامي، نائب رئيس حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، إن "الأجهزة الأمنية قامت بصناعة العديد من الوجوه الإعلامية من أجل تكسير عظامها، إلا أن تجاوز الخطوط الحمراء من قبل هذه الشخصيات عجل بسقوطها وفشل من يساندها". وأضاف الشامي: "هناك حالة من الانفلات الإعلامي بدأت بواقعة هجوم الإعلامي أحمد موسى على النائب خالد يوسف والتي انتهت سريعا باعتذار أحمد موسى"، لافتًا إلى أن "الفوضى والاضطراب بين الأجهزة الأمنية مستمران رغم إسقاط عضوية عكاشة، تجسد في الهجوم على النائب مرتضى منصور والذي يمتلك صحيفة سوابق بالعديد من الواقف والاعتراضات المثيرة للجدل".