تصفيات كأس العالم - مودريتش يصنع في عيد ميلاده.. وكوسوفو تفجر كبرى المفاجآت    عيار 21 يقترب من 5000 جنيه.. ارتفاع كبير في أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر بالصاغة    أسعار الفراخ وكرتونة البيض في مطروح اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025    وزير الاستثمار ل«المصري اليوم»: 8 قطاعات جاهزة للترويج الفوري    غارات إسرائيلية على مواقع عسكرية في حمص واللاذقية    الرئيس السيسي خلال «بريكس»: المشهد الدولي بات غارقًا في ازدواجية معايير فاضحة    السلطات التونسية تسيطر على حريق سفينة «فاميلي» المشاركة في أسطول الصمود    ترامب خادم الكيان .. "إنذار" أخير ويقتل 250 ألف في غزة إذا لم توافق "حماس"    الاحتلال يعترف بمقتل 4 جنود في جباليا.. وحماس: تصريحات نتنياهو ممارسة علنية لجريمة تهجير قسري    من نفق خفي لفوهة دبابة.. إعلام عبري يكشف تفاصيل مقتل 4 جنود إسرائيليين في غزة    تنسيق جامعة الأزهر 2025.. 6 كليات جديدة و تفاصيل برامج الساعات المعتمدة    الاتحاد الإثيوبى يشكو مصر ل«فيفا».. و«عزام يرد»    سبب حذف الأهلي السعودي بيان منصب أمير توفيق    مستشهدًا ب إمام عاشور.. عدلي القيعي يكشف عن رأيه في انضمام «زيزو» ل الأهلي (فيديو)    أمطار خفيفة والموج يصل إلى 2.25 متر .. طقس السواحل الشمالية اليوم    بالأسماء.. إصابة 11 شخصًا في انقلاب ميكروباص على الطريق الدولي بمطروح    3 مصابين في حادث تصادم بطريق مطروح الإسكندرية    «اللي أمه عايشة ميسبهاش».. الفنان أحمد شيبة يبكي بسبب والدته (فيديو)    بعد وصفه ذكرى المولد النبوي ب «اليوم المنيل».. خطيب الدقهلية يعتذر: كنت أقصد مخالفات الناس    «واقعة» صبي المنبر    بعد تحديد موعد للنظر في دستوريتها.. ننشر نص المادة 2 من قانون الإيجار القديم المثيرة للجدل    وفاة 3 أشخاص وإصابة 34 آخرين إثر انقلاب أتوبيس بصحراوي الأقصر    مصرع شاب على يد صديقه خلال مشاجرة بمركز المحمودية بالبحيرة    بقرار من مجلس حسين لبيب.. منصب جديد لتامر عبد الحميد في الزمالك    يخترق العقل.. إنشاء نظام ذكاء اصطناعي يحلل أنماط الصوت لتحديد السمات النفسية للإنسان    مقررة أممية: استهداف السفينة الرئيسية لأسطول الصمود خطير    لماذا تطلق الحكومة السردية الوطنية للتنمية رغم وجود رؤية 2030؟ وزيرة التخطيط توضح    الرئيس الفلسطيني: قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين    أسفر عن 37 حالة وفاة وإصابة، مدير أمن الأقصر يتفقد مصابي أتوبيس الصحراوي بالمجمع الطبي (فيديو وصور)    بعد 6 ساعات في العمليات، طبيب رنا رئيس يكشف إمكانية إنجابها مستقبلا وموعد خروجها (فيديو)    طارق العشري: مواجهة بوركينا فاسو صعبة وهذه نصيحتي ل حسام حسن    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء والقنوات الناقلة    حبس شبكة دعارة تستخدم ناديا صحيا في أعمال منافية للآداب بالقاهرة    مكتبة الإسكندرية و"قومي المرأة" يجددان اتفاقية تعاون لتعزيز التمكين الثقافي (صور)    صالون محمود سعيد يستضيف ندوة "الموسيقى المصرية في القرن العشرين"    حدث بالفن| أول ظهور ل رنا رئيس بالمستشفى وشريف منير يعلق على ارتداء ابنته الحجاب    ارتفاع سعر الكهرباء إلى أعلى مستوياته منذ 7 شهور في ألمانيا    اليونيسف: استثمار مصر في تعليم اللغة العربية يحقق تحولًا حقيقيًا لأطفال المرحلة الابتدائية    بمشاركة ديانج، مالي تسقط أمام غانا في تصفيات كأس العالم    4 أبراج «بيتعلموا من أخطاء الماضي».. مرّوا بتجارب صعبة ويملكون نظرة فلسفية للحياة    بعد نفى هدم المقبرة.. حفيدة الشيخ رفعت: محافظ القاهرة جبر بخاطرى وطمأن الملايين    جامعة الدلتا التكنولوجية تواصل مبادرة "كن مستعدًا"    بعد مد فترة تنسيق الشهادات المعادلة 2025.. ما هو موعد الانتهاء الرسمي؟    التعليم تطرح كتاب العلوم المتكاملة للصف الأول الثانوي على موقعها بعد التعديل    سبب رئيسي وراء الألم.. 8 أطعمة ممنوعة لمرضى التهاب القولون العصبي    سموثي «الطاقة الخضراء» له مفعول السحر.. عصائر صحية تساعدك على حرق الدهون    خطيب فيديو الإساءة للمولد النبوي: مش هخطب تاني وهأهل ثقافتي وفكري    نقيب الأطباء ل ستوديو إكسترا: عقوبة الحبس لا تُطبق إلا فى حالة الإهمال الجسيم    نساء سيناء يحرسن التراث ب«خيط وخرزة»    ذاكرة الكتب.. هل كان لأجهزة المخابرات الأمريكية دور فى أحداث 11 سبتمبر.. أم فشلت فى توقعها؟    بتفضل «الإسبريسو »ولا «الموكا»؟.. تعرف على طرق تحضير مشروب القهوة    د.حماد عبدالله يكتب: خواطر من مقاهى "مصر" زمان !!    سيدة تبكي أمام وزير الصحة بقنا: علاج شقيقي ب 150 مليون جنيه.. والوزير يوجه ببحث الحالة    رمضان عبدالمعز: تعلمنا "صلاة الكسوف" من موقف إنساني مؤلم مرّ به النبي صلى الله عليه وسلم    وزير الأوقاف: الخطاب الديني يقوم على نكران الذات وحماية القيم المركزية    محافظ كفرالشيخ يشهد فعاليات الندوة التوعوية لدور الرقابة الإدارية في الوقاية من الفساد (صور)    عضو بمركز الأزهر توضح كيفية صلاة كبار السن ومرضى الانزلاق الغضروفي في حال تعذر الركوع أو السجود    جهود مكثفة لمتابعة جاهزية 4020 مدرسة بالبحيرة لاستقبال العام الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تراث هتافات الثورة
نشر في المصريون يوم 21 - 01 - 2012


- تراث هتافات الثورة:
ملخص لما كان ، وما هو كائن ، وما سيكون
ملخص لأشواق تسعين مليونًا من صناع الحضارة
ملخص لأحلام عبرت مجرات الحزن
سلاح سحرى طلقاته «الحروف» وفوهات مدافعه حناجر الثائرين، أصم أسماع الفاسدين وزلزل قلوبهم، ونشر الأمل فى شرايين العرب .. إنه سلاح شعارات الثوار وهتافاتهم واللافتات التى تعبر عن الصحوة المعجزة على مدار عام منذ 25 يناير 2011 .
إنه التفاعل العضوى بين عبقرية الكلمة وغليان المطالب المقهورة وإذا كان النقاد والقراء يصفقون للنص الأدبى المتميز شعرًا كان أو رواية ويخضع النص للتحليل، ويحظى بالترجمة ، ويصبح علامة على عصره، فإن هذه الهتافات أولى بالرعاية والجمع والدراسة ، وهى مجال خصب للباحثين فى علم الاجتماع ، فهى نصوص قام الحس الجمعى بتأليفها، وبها ملامح من الأدب والتراث الشعبى وهى تنطوى بالضرورة على بلاغة التعبير دون تعمد بحيث أثارت الجماهير وحصلت على ثقتهم فتبنوها وطوروها لتصبح هذه النصوص أناشيد قومية لحظية أصدرتها واستوعبتها وتحمست لها شرائح عمرية وثقافية مختلفة.
ويكون حفظ هذه الشعارات كاملة مع شرح دوافعها ومنابعها وقدرتها على الإيجاز هو إحدى واجبات من يوثق للثورة لتصبح بين أيدى الأجيال القادمة كتراث وتاريخ ينقل إليهم زخم هذه المرحلة التاريخية الفارقة ويمدهم بطاقة التغيير إذا تسلل إلى حياتهم ذئاب الطغيان وآفات المنافقين ولا يزال سجل الشعارات مفتوحًا يضاف إليه ما يعبر عن عدم اكتمال الثورة، والخوف من سرقتها ، ومن يتأمل هذه الشعارات ينتبه إلى سماتها المشتركة ، ومنها على سبيل المثال : طابع السخرية والفكاهة، والتذكير بواقع الفقر، والظلم، والفساد، والإدراك العام لغباء الحاكم وصلافته وكذبه ولصوصيته، والرفض لمهزلة التوريث، والظهور الطاووسى لزوجة الرئيس - على غير صفة تؤهلها لذلك فضلا عن الطابع الإيمانى واليقينى بالنصر، وهى فى مجملها مرآة لضمير الشعب ، وقد انصبت هذه الشعارات فى رداء من الكلمات التى جسدت المراد بما يتطلب بحثًا فى قدرات اللغة العربية المتفردة فهى أشهر اللغات السامية وأوفرها حظًا بعمقها وبكونها لغة القرآن الكريم..
- تطبيقات:
لقد صار للحالة الثورية الحضور الأول فى فكر ولسان الكبار والأطفال وبقية الشرائح فى المجتمع.
وبالأمس سألت جنى «8 سنوات »وهى تلميذة بمدرسة أجنبية أيهما أحب إليك مادة العربى أم الإنجليزى؟ أجابت: اللغة العربية فنحن نهتف بها : تحيا مصر.
أعرف أن جنى لم تحضر إلى الميدان لتهتف، لكن اللحظة صيغتها بصيغتها وكانت أختها دارين التى تصغرها بعام تنصت لنا، فأعدت عليها السؤال فأجابت بلا تردد: وأنا أيضًا.. لأننا نصلى بها.
قبلتهما، وأيقنت أن اللغة العربية متجذرة فينا ، وأنها وعاء هويتنا فى مواجهة عواصف العولمة، وليس هذا الاعتزاز بالعربية مصدره التعاطف مع لغة الأجداد فحسب، فما أكثر الأبحاث التى قام بها عرب وأجانب التى تستشرق عبقرية تلك اللغة، منها البحث المنصف الذى نشره العالم الفرنسى الشهير ما سينيون، حيث أخضع نصًا بعينه للمقارنة بين اللغة العربية والعديد من اللغات الأوروبية بخصوص البلاغة وجماليات التعبير ووجد أن العربية هى الأجمل والأرقى والأكمل، فهل نعاود إحياء وتفعيل قوانين وتوصيات مجمع اللغة العربية لتعريب حياتنا ومفرداتنا ولافتاتنا؟؟
مفاجأة : ليالى الروح الحائر
من آفات حياتنا الثقافية، أحادية الرأى النقدى، فما إن يبدى ناقد كبير رأيه فى عمل ما على نحو ما حتى يمضى أغلبية النقاد على النهج نفسه، وكأنهم تنويعات على لحن واحد، وقد تمددت هذه الظاهرة مع انحسار جيل العمالقة العقاد وطه حسين والحكيم وغيرهم. وأدى ذلك إلى التركيز على أعمال دون غيرها، وقد عثرت بمحص الصدفة على كتاب عمره نحو مائة عام «نشر عام 1912» أثار إعجابى ودهشتى يفرض علينا إعادة النظر فى بعض المسلمات.
الكتباب هو «ليالى الروح الحائر» وهو يتضمن رؤية شعرية متقدمة وسبق الكثير من إسهامات شعراء قصيدة النثر فى مصر والعالم العربى . والمؤلف هو الأديب والمفكر الإسلامى محمد لطفى جمعة وقد يظن البعض أن الكتاب يضم بضع قصائد كما هو الحال عند توفيق الحكيم الذى كتب فى صباه عددًا من قصائد النثر.. إلا أن كتاب لطفى جمعة يشتمل على ديوان كامل قوامه مائة صفحة.. ويقرر أديبنا فى مقدمته أن الشعر ملكة فى كل إنسان كما أفصح عن اقتناعه بما يجب أن يكون عليه إطار الشعر وقالبه بما يجب أن يكون عليه إطار الشعر وقالبه مزكيا قصيدة النثر حيث «لم تعبث بها ضرورة الوزن ولا عذر القافية والبحر.
ويخوض الديوان فى أغراض شتى يغلب عليها الطابع الفلسفى : يقول فى إحدى المقاطع:
أنت أيها الإنسان الزائل لا تفيض إلا مرة واحدة / ثم تغيض حياتك مرة واحدة/ فهلا كنت كالنهرمادام شبابك زاهيا/ هلا وهبت نصيبًا من حياتك للأرض الطاهرة.
إنه ديوان لافت ظلمه التغافل وحان الوقت ليكون تحت عين القارئ لحداثة أسلوبه ومضمونه ولعل مشروع القراءة للجميع يعيد طباعة هذا الديوان، وليس حماس له انحياز القصيدة النثر- دون غيرها- لأننى أتصور أن حدائق الشعر لا يمكن أن تقتصر على نوع واحد من الزهور.
فتافيت
- مجلس الشورى المزعوم: من عجائب المجلس العسكرى الإبقاء على مجلس الشورى رغم رفضه جميع فئات الشعب وأولهم الثوار هذا الكيان الوهمى الذى يستنزف مئات الملايين من الجنيهات من أموال الفقراء لكى نجامل بعض المحاسيب والمتقاعدين - كبديل للمقاهى- وقد قرأت رأيا عمره نحو ستين عاما يصف حالنا اليوم بقول المؤرخ عبد الرحمن الرافعى فى كتابه «الزعيم أحمد عرابى» عام 1952 : أنشىء مجلس شورى النواب سنة 1866 على عهد إسماعيل ولكنه كان مجلسًا لا سلطة له.
- المنطق المعكوس : بح صوت العقلاء بأن المجلس العسكرى شىء والجيش شىء آخر، وإن رحيل المجلس لا يعنى رحيل الجيش عن مصر ومن المفاجآت أن منصور حسن رئيس المجلس الاستشارى ينصب نفسه مدافعًا عن المجلس العسكرى فى حواره مع لميس الحديدى، وكنا ننتظر منه أن يطالب بالإفراج عن 12 ألف معتقل لدى السجن العسكرى وإعادة محاكمة البلطجية منهم وما أقلهم - أمام المحاكم المدنية امتدادًا لموقفه المشرف حين قدم استقالته عام 1981 اعتراضا على اعتقالات سبتمبر.
-- الرئيس القادم: تحمل لنا الرياح - من أمريكا وغيرها- كلمات شبه جازمة بأن المرشحين للرئاسة الآن ليس بينهم الرئيس القادم فكيف يصادرون على إرادة الشعب أم هناك شخص يرتبون له بوسائل مبيتة.. لكن .. هيهات.. فالثورة لهم بالمرصاد..
-- مجاعة كلامية: فى لقائها مع وزير السياحة فخرى عبد النور، لم تستطع المذيعة مفيدة شيحة هى ورفيقاتها «على C.B.C» أن تفصل بين الاستوديو ومكلمة النادى .. فقد التهم كلامهن الأجوف معظم اللقاء، وحسم الوزير ثرثرتهن بأن السياحة فى مصر ليست هى الشواطئ والبكينى فمتى نأتى عن القشور ولا تنجرف الفضائيات إلى دق الطبول لتسطيح العقول.
- أغانى الثورة: قرأت عن رعاية التليفزيون المصرى المعوق لعدد من الأغنيات الوطنية- ليس من بينها الأغنيات التى انبثقت من الميدان- مثل أعمال وسط البلد وإسكندريللا- وهذا يعنى عدم ترسيخ ألحان وكلمات أغنيات الثورة الشبابية فى ذاكرة الأمة.. حتى الفضائيات الأخرى تعرض بشكل جزئى بعض هذه الأعمال .. يدعو الجميع إلى تبنى كل الأعمال الجيدة .
- سؤال : لماذا يستمر حتى الآن الفريق أحمد فاضل رئيسًا لهيئة قناة السويس «14 سنة رئيسًا و74 عمرًا» هل هو معجزة من نوعية مبارك زعيم فريق شباب ما بعد السبعين!!!
- الموجى .. يلحن الجرائد: خطر فى بالى أن يتصدى ملحن شاب لتلحين سطور نثرية من شعارات الثورة، وقد يقول قائل: كيف توجد أغنية نثرية؟
وجدت جوابا يطل من الذاكرة ففى لقاء لى مع الموسيقار الراحل محمد الموجى إبان تسجيل بعض أغنيات مسلسل دينى، سألته هل يستطيع تلحين قصيدة من شعر التفعيلة، قال على الفور: بل ألحن كلمات الصحف إذا أردت المهم الكلمة الجميلة وبالفعل لحن قصيدة تفعيلية من شعرى وقال كلمة شجاعة لم أنسها: قال: ليت هذه الأغنيات يلحنها ملحنون من الشباب - مشيرًا إلى ابنه يحيى- فلديهم الكثير والرائع .. نعم .. لقد صنع الشباب أروع ثورة فى تاريخ مصر.
nashaat [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.