قررت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اعتبار حزب الله اللبناني "منظمة إرهابية", مؤكدا أن هذا القرار يشمل جميع قادة وفصائل والتنظيمات التابعة للحزب والمنبثقة عنه. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون، عبداللطيف بن راشد الزياني، الأربعاء 2 مارس 2016، في تصريح نُشر على الموقع الرسمي لدول المجلس، إنها "اتخذت هذا القرار جراء استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصر تلك الميليشيات لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف، في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها". وقال الزياني إن "دول مجلس التعاون تعتبر ممارسات ميليشيات حزب الله في دوله، والأعمال الإرهابية والتحريضية التي تقوم بها في كل من سوريا واليمن والعراق تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية، وتشكل تهديداً للأمن القومي العربي". وأكد الأمين العام أنه "نظراً لاستمرار تلك الميليشيات في ممارساتها الإرهابية فقد قررت دول المجلس اعتبارها منظمةً إرهابية، وسوف تتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن، استناداً إلى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب، المطبقة في دول المجلس، والقوانين الدولية المماثلة". وكانت دول في مجلس التعاون وضعت في وقت سابق شخصيات من "حزب الله" على قوائم الإرهاب، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها إدراج الحزب بشكل كامل والتنظيمات التابعة له على قوائم الإرهاب في دول الخليج. ويأتي قرار دول مجلس التعاون الخليجي بعد ساعات محدودة من هجوم شنه أمين عام الحزب، حسن نصر الله، مساء الثلاثاء الأول من مارس 2016، ضد السعودية على خلفية وقف المملكة مساعدات تسليحها للجيش وقوى الأمن في لبنان. وكانت السعودية قد أوقفت مساعداتها المقررة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق فرنسا وقدرها 3 مليارات دولار أميركي، إلى جانب إيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار آخر، مخصص لقوى الأمن الداخلي اللبناني، وذلك على خلفية "المواقف السياسية والإعلامية التي يقودها حزب الله ضد المملكة، وما يمارسه من إرهاب بحق الأمة العربية والإسلامية". إلا أن نصر الله قال إن تلك المساعدات توقفت منذ وفاة الملك عبد الله، عاهل السعودية "وليس بسبب موقفنا." ويعكس الخلاف الصراع الأوسع بين إيران والسعودية الذي ظهر واضحا خلال السنوات الأخيرة في ساحتي لبنان واليمن. وحاولت السعودية من خلال حلفائها في لبنان خلال العقد الماضي مواجهة نفوذ حزب الله. وازداد هذا الصراع توترا بعد دخول إيران وحزب الله بشكل مباشر في الحرب في سوريا لمساعدة الجيش السوري في مواجهة المسلحين. وينعكس التوتر داخل لبنان الذي يخشى من زعزعة استقراره السياسي والاقتصادي عبر تفاقم التوترات بين السنة والشيعة. كما يخشى الكثيرون في لبنان من تبعات الموقف على مئات الآلاف من اللبنانيين الذين يعملون في الخليج.