شيع الآلاف من أهالى قرية الرجبية بمركز السنطة بمحافظة الغربية جثمان الشهيد محمد العزب الذى استشهد فى كمين كرم القواديس بشمال سيناء جراء انفجار لغم بمركبته أثناء خدمته، حيث سيطرت على أهالى القرية حالة من الحزن لساعات طويلة بعد سماع نبأ استشهاد الضابط الشاب ابن قريتهم إلا أن الحال تغير أثناء تشيع الجثمان، حيث علت أصوات الزغاريد من حناجر سيدات القرية. وقالت الحاجة سلمى عبدالله والدة الشهيد، إن نجلها كان موجودًا فى القرية الأحد الماضى أى قبل وفاته ب48ساعة حيث سافر الاثنين إلى وحدته العسكرية وزار الكثير من أهله وجيرانه وأقاربه خلال زيارته الأخيرة وكأنه كان يودعهم للمرة الأخيرة، مشيرة إلى أنه تواصل مع شقيقه ليلة الانفجار على الانترنت وأوصاه على زوجته وطفله. وأضافت والدته أن الشهيد محمد العزب كان الأول على دفعته بالكلية الحربية الدفعة 104 وتم تكريمه من الرئيس الأسبق حسنى مبارك وتماسكت والدموع تملأ عينيها قائلة: أحتسبه عند الله شهيدًا وحسبى الله ونعم الوكيل فى كل إرهابى. وفى سياق متصل أكدت "آية" زوجة الشهيد والبالغة من العمر 21 عاما، والدموع تغلب كلماتها أنها تزوجت محمد منذ 7 أشهر فقط وكأن الأقدار كانت تمنحها 7 أشهر فقط فى الجنة وسوف تحرمها منه إلى الأبد وعزاؤها الوحيد أنها تحمل فى أحشائها ابنه، وهى فى شهرها الخامس وتتمنى أن يرزقها الله بولد حتى يخلف أباه. وأكد علاء مسلم خال الشهيد محمد، أن أخلاقه كانت مثال يحتذى به فى قرية الرجبية وكان يقتطع جزءًا من راتبه الشهري لعمل الخير ومساعدة الفقراء واليتامى. وطالب أهالى الرجبية محافظ الغربية بإطلاق اسم الشهيد على المعهد الأزهرى بالقرية تخليدا لذكراه وهو أقل ما يمكن تقديمه.