سمحت الأجهزة الأمنية بعودة رجل الأعمال الهارب حسن محمد حسنين هيكل، نجل الكاتب الصحفي الشهير، للمشاركة في تشييع جثمان والده، في الوقت الذي رفضت فيه خروج المعتقل السياسي أحمد قاسم لحضور جنازة والديه. وعلى عهدة الكاتب الصحفي صلاح منتصر، فإن حسن وصل قبل يومين لإلقاء النظرة الأخيرة على والده والمشاركة في تشييع جثمانه وتلقي العزاء. وأضاف "منتصر"، وفقًا لتصريحات ل"العربية"، أنه ناشد السلطات المصرية والنائب العام قبل أيام بالسماح لنجل هيكل بالحضور دون القبض عليه. وحسن هيكل أحد المتهمين في القضية الخاصة بالتلاعب في البورصة بالاشتراك مع نجلي الرئيس المصري الأسبق علاء وجمال مبارك، وأصدرت محكمة جنايات القاهرة أمرا بضبطه وإحضاره وقرر النائب العام إدراج اسمه على قوائم ترقب الوصول لهروبه خارج البلاد. وفي مارس 2012، تمكن حسن هيكل من مغادرة مصر على طائرة خاصة بصحبة عائلته إلى مكان غير معلوم على الرغم من صدور قرار من النائب العام بمنعه من السفر في فبراير 2012. وفي 31 مايو 2012 قرر النائب العام تحويل حسن هيكل إلى محكمة الجنايات في قضية فساد متعلقة بصفقة بيع البنك الوطني المصري، كما قررت محكمة جنايات جنوبالقاهرة ضبطه وإحضاره لمحاكمته في قضية التلاعب بالبورصة، وتحقيق كسب غير مشروع، بما قيمته حوالي 2.5 مليار جنيه مصري. ولم يكن موقف الدولة من نجل "هيكل" هو الأول في اتخاذ إجراءات استثنائية نظرًا للظروف الإنسانية، حيث سبق وأن فتحت ذراعيها للإعلامي عماد أديب لحضور عزاء والدته في مايو 2014، على الرغم من صدور حكم ضده. وكان قد صدر حكم ضد "أديب" على خلفية قضيته مع مؤسسة "الأهرام"، بسبب عدم تسديده لديونه التي وصلت إلى 16 مليون جنيه، قد اضطره للفرار خارج مصر، وغاب وقتها عن جنازة والدته. وعلى الرغم من أن الإنسانية لا تتجزأ، فيقبع المعتقل السياسي أحمد قاسم، داخل زنزانته، بعد رفض الجهات المسئولة، منذ يومين، خروجه لحضور جنازة والديه اللذين تعرضا لحادث سيارة أثناء توجههما لزيارته بالسجن المركزي الجديد. وقاد العديد من النشطاء والحقوقيين وعلى رأسهم المحامي الحقوقي طارق العوضي، في حملة للمطالبة بالإفراج عن قاسم لحضور جنازة والديه. ودعا العوضي، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، رواد موقع التواصل الاجتماعي لتداول قصة المعتقل أحمد قاسم، من أجل الضغط لإخراجه من المعتقل ليحضر دفن والديه ويتلقى العزاء فيهم، ولكن دون جدوى.