قال الكاتب البريطاني جورج سوروس إن قادة الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي يرتكبون خطأ فادحا باعتقادهم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, حليف في الحرب ضد تنظيم الدولة "داعش". وأضاف الكاتب في مقال نشره بصحيفة "الجارديان" في 12 فبراير، أن بوتين يشكل تهديدا لوجود أوروبا, أكبر من "داعش". وتابع أن بوتين يسعى لتفكيك الاتحاد الأوروبي، وأن أفضل طريقة للقيام بذلك, هي إغراق أوروبا باللاجئين السوريين. واستطرد "مخطط بوتين ضد أوروبا يتضح في الغارات الروسية المتواصلة على المدنيين في مدينة حلب في شمال سوريا, لإجبارهم على الفرار إلى الدول المجاورة, ومنها إلى أوروبا". وأشار إلى أن التدخل الروسي في سبتمبر من العام الماضي, هو الذي أحدث التفوق لصالح النظام السوري في حلب، بالرغم من إرسال إيران الميليشيات الشيعية العراقية والأفغانية إلى سوريا منذ فترة طويلة. واستمر تدفق النازحين السوريين نحو الحدود التركية فرارا من القصف الروسي المتواصل منذ مطلع أكتوبر على حلب وريفها الشمال, فيما اتهم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في 11 فبراير الغرب "بالنفاق" تجاه الأزمة السورية، لأنه يطالب تركيا بفتح الحدود أمام اللاجئين, ولا يطالب روسيا بوقف القصف. وذكر محافظ مدينة كيليس التركية الحدودية أن العدد الإجمالي للنازحين السوريين على الجانب السوري من الحدود التركية ناهز مائة ألف، مع استمرار القصف الروسي وهجمات النظام السوري على المدنيين في حلب وريفها الشمالي. وكانت قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات أجنبية قد سيطرت على عدة مواقع وبلدات شمال حلب، وهو ما مكنها من قطع طرق إمداد المعارضة بين مناطق سيطرتها شمال حلب والأحياء, التي تسيطر عليها داخل المدينة. ومن جانبها, قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الغارات الروسية في سوريا تفتقر إلى البعد الاستراتيجي، واتهمت موسكو بالمسئولية عن استمرار سقوط مزيد من المدنيين السوريين. ونقلت "رويترز", عن ستيف ورن المتحدث باسم قوة المهام المشتركة التي تقود العمليات ضد تنظيم الدولة, قوله إن أكثر من خمسين ألف سوري في حلب محرومون من الخدمات الصحية نتيجة استهداف الغارات الروسية للمستشفيات والمنشآت الطبية. ومنذ مطلع فبراير, تشن قوات النظام السوري مدعومة بغطاء روسي جوي هجوما واسع النطاق على المعارضة في منطقة حلب أسفر, وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان, عن 500 قتيل ودفع عشرات آلاف السوريين إلى النزوح والاحتشاد أمام الحدود التركية في ظروف إنسانية سيئة. وكانت وكالات أممية طالبت تركيا الثلاثاء الموافق 9 فبراير بإدخال اللاجئين السوريين الفارين من الهجمات, التي تنفذها القوات الحكومية والغارات الروسية.