نقلت التلجراف البريطانية عن الطبيب السوري عادل قوله إن طبيعة الإصابات التي تصلهم منذ بدء الحملة الروسية مختلفة؛ فهي تحمل حروقاً يصعب علاجها، كما أن الجرح يتفاعل ويتغير ويصعب معه العلاج، فضلاً عن وصول أشلاء إنسان وهي حالات باتت تتكرر. ويتابع أن معظم المصابين من المدنيين بسبب القصف العشوائي على مناطق مأهولة بالسكان، بما في ذلك المناطق التي يلجأ إليها الناس للاحتماء من الغارات. نسبة البتر لأعضاء المصابين ارتفعت بعد أن عجزت مراكز العلاج عن إيجاد حل لهم، فضلاً عن إصابات متطرفة لم يعرف عنها سابقاً. ويقول الطبيب عادل: "في بعض الأحيان ننهار، نبكي، هؤلاء الرجال شعبنا، عائلاتنا هم الذين يفرون". وفي مقابلات أجرتها التلغراف مع بعض المقاتلين السوريين الذين كانوا يتلقون العلاج في أحد المراكز الصحية على الحدود التركية، ذكروا أن القوة الجوية الروسية قامت بقصف مكثف على حلب تمهيداً لدخول قوات برية إلى المدينة؛ بهدف استعادة السيطرة عليها من قبضة المعارضة السورية. وتقول الصحيفة إن القصف الروسي المكثف على حلب مكن وخلال ثلاثة أيام، مليشيات حزب الله اللبناني ومليشيات عراقية وأفغانية من التقدم، بعد عامين من فشل قوات النظام في إحراز أي تقدم يذكر. الهجوم الروسي على حلب أجبر قرابة 35 ألف سوري على الفرار حيث يخيم أغلبهم في ظروف بائسة قرب الحدود مع تركيا، بانتظار موافقة أنقرة على فتح الحدود. وبعد أيام من الانتظار أمام المعبر التركي قرر بعض أهالي حلب العودة إلى ديارهم، كما قال أبو محمد، وأضاف: "لم نحصل على شيء، العديد من أبنائنا عادوا، ليتني أستطيع أن أعود معهم، وأموت هناك". أحد قادة فصائل المعارضة السورية قال للتلغراف إن روسيا، وخلال الأسبوع الماضي فقط، شنت 150 غارة على ثلاث قرى في حلب بزيادة عن الأسبوع الذي قبله. ويتابع: "نحن الآن نحارب المليشيات الطائفية وروسيا بعد أن انتهى نظام الأسد وجيشه منذ عامين". وعلى الرغم من أن التقديرات تشير إلى أن هناك نحو ربع مليون إنسان قتلوا منذ العام 2011 بسوريا، إلا أن البعض يعتقد أن الرقم أكبر: "عندما نعود إلى سوريا في يوم ما سنرى عدداً كبيراً من مبتوري الأطراف، والأرامل والأيتام، عند ذلك سنعلم حقيقة ما فعلته بنا الحرب"، بحسب أحد المسعفين السوريين.