بعد عامين من الجدل الذي ساد الشارع المصري والإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي حول الجهاز الذي أعلن اللواء إبراهيم عبدالعاطي في مؤتمر صحفي بحضور الرئيس المؤقت عدلي منصور، والرئيس عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك، أنه سيعالج فيروس الإيدز وأمراض أخرى بينها التهاب الكبد الفيروسي، لم تتوقف الانتقادات حول الاختراع الذي بات يعرف ب "جهاز الكفتة". آنذاك، ظهر عبدالعاطي عبر وسائل الإعلام وهو يفحص مريضًا بواسطة الجهاز الذي أعلن عن اختراعه وقتذاك، ويبلغه: "تحاليلك زي الفل قدامي، وكان عندك إيدز وراح"، مضيفًا: "ثقوا أننا هزمنا الإيدز ولم ولن نستورد في يوم من الأيام علاجًا له". وأضاف: "باخد الإيدز من المريض وأغذي المريض بيه وأديله صباع كفتة يتغذى عليه باخد المرض وأديله غذا وده قمة الإعجاز العلمي"، مستطردا بقوله: "بدأت العمل منذ 22 عامًا عليه، والعلاج بدأ من داخل المخابرات الحربية سرًا"، مضيفا: "هزمنا الإيدز ولن ندفع مليمًا واحدًا للخارج لعلاج أي مريض، والفضل كله لرجالات القوات المسلحة، ساعدوني بقوة"، مشيرا إلى أنه عُرض عليه 2 مليار دولار مقابل بيع الجهاز في الخارج ولكنه رفض. وقال اللواء طاهر عبدالله، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، خلال ذلك المؤتمر، إنه "لن يتم تصدير الجهاز وذلك لحمايته من مافيا شركات الأدوية والدول الكبرى المحتكرة لسوق الدواء العالمية". غير إن علماء أطباء انتقدوا الاختراع المزعوم، إذ قال عصام حجي، المستشار العلمي للرئيس السابق عدلي منصور، في تصريحات صحفية وقتها، إن "جهاز الإيدز فضيحة علمية لمصر"، معتبرًا أن "الاختراع غير مقنع وليس له أي أساس علمي واضح من واقع العرض التوضيحي للجهاز، إضافة إلى أن البحث الخاص بالابتكار لم ينشر في أي دوريات علمية مرموقة". وقال حجي, "إن موضوعًا بهذه الحساسية في رأيي الشخصي يسيء لصورة الدولة، وستكون له نتائج عكسية في البحث العلمي، وتمنيت أن يكون هناك حذر أكبر حول ما قيل في نشر هذه المعلومات"، فيما تلا ذلك عاصفة من الهجوم على حجي من قبل مؤيدين للمشير عبد الفتاح السيسي. فيما وصف الدكتور محمد عبدالوهاب، مدير مركز زراعة الكبد بمستشفى الجهاز الهضمي والكبد بالمنصورة، جهاز علاج فيروس سي الذي أعلنت عنه القوات المسلحة بأنه غير علمي. وقال في تصريحات صحفية: "اتصلت بالقوات المسلحة وطلبت منهم اتخاذ الإجراءات العلمية لاختراعهم، وأن يثبتوا صدق هذا الاختراع عن طريق خوض سبل الطب العلمي العالمي، حتى لا نفقد احترام العالم الغربي ونفقده الثقة فينا". وأشار إلى أن الجهاز لم يجر عليه أي أبحاث، أو يتم نشر إحصائيات أو معلومات علمية له، سواء في المجلات العلمية أو إجراء التجارب في المراكز الطبية والأبحاث والمؤسسات الطبية داخليا وخارجيا مع أخذ عينات من كبد المريض مما يفقده المصداقية العلمية. وطالب القوات المسلحة بالكف عن نشر الأخبار الخاصة بهذا الاختراع، لحين إثباته بالطرق العلمية وإجراء الأبحاث على المرضى وترك الأمر للمراجعين. وقبل انتهاء المدة التي أعلنت عنها القوات المسلحة لظهور الاختراع، قال العقيد الدكتور تيسير عبدالعال، استشاري المناعة بالقوات المسلحة، أحد أعضاء الفريق الطبي لاختراع "جهاز علاج فيروس سي"، إنه لن يتم استقبال مرضى من المواطنين في 30 يونيو 2014، وإنما سيتم استقبال عينة محددة لاستكمال البحوث. وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقده الفريق الطبي بمجمع كوبري القبة الطبي العسكري، أن اللجنة الطبية المشرفة على الجهاز أوصت بضرورة توسيع العينة التي يشملها البحث، لمدة 6 أشهر أخرى، ومنذ ذلك الوقت ولم تعلن القوات المسلحة أي جديد عن الجهاز. يذكر أن كلاً من الإعلامي الساخر باسم يوسف والدكتور عصام حجي قد احتفلا اليوم بمرور عامين على الاختراع المعروف بجهاز "الكفتة"، حيث نشر "يوسف" عبر تطبيق "انستجرام" صورة تجمعه بعصام حجي، المستشار العلمي السابق لرئيس الجمهورية، وعلق على الصورة، قائلًا: "مع الزميل الخاين العميل العالم الفاشل بتاع ناسا عصام حجي". وظهر الاثنان بالصورة مع منبه صغير، حيث قال "يوسف" معلقا: "ما زلنا في الانتظار"، وذلك بمناسبة مرور عامين على إعلان جهاز علاج فيروس سي الذي أعلنت عنه القوات المسلحة، والمعروف ب"جهاز الكفتة".