عوقبت الكاتبة فاطمة ناعوت بالسجن لمدة 3سنوات، وتغريمها 20ألف جنيه، بعد أن أدانتها محكمة زينهم بازدراء الدين الإسلامي، إثر تصريحها الذي سخرت فيه من شعيرة الأضحية، خلال عيد الأضحى الماضي، حين قالت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «كل مذبحة وأنتم طيبين»، الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا، بعد أن هب فريق من المثقفين للدفاع عنها، واعتبار أن كلامها يندرج في إطار حرية الرأي. ومن قبل عوقب إسلام بحيري بالحبس عامًا واحدًا، لإدانته بارتكاب جريمة ازدراء الدين الإسلامي، من خلال تصريحاته المشككة في الأحاديث النبوية، وأئمة المذاهب الأربعة. ورحب سلفيون بالحكمين الصادرين بحبسهما، كونهما يطعنان في ثوابت الإسلام، مطالبين النظام الحالي بالتدخل لوقف مَن يريد هدم الإسلام بتغيير ثقافة المجتمع الإسلامية، رأى فريق آخر ضرورة عدم الاهتمام بمثل هؤلاء والتوقف عدم ملاحقتهم قضائيًا. وقال الداعية السلفي، أبو إسحاق الحوينى, عبر فيديو له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «هناك شخصيات يسخرون من الدين الإسلامي باستخدام الألفاظ وتعبيرات تمس العقيدة الدينية في تصريحاتهم أو أثناء تقديم برامجهم». واستنكر ساخرًا: «هل مَن يطعن على النبي، يحتاج إلى أن أرفع دعوى ضده في القضاء ثم يقضى القضاء في درجة أولى ثم ثانية وثالثة ورابعة ثم يخرج براءة». وأضاف: «الفسل إللى عندنا واخد سنة سجن بس ويقول إن سبب تخلف الأمة هو مالك وأبو حنيفة وكتبهم واصفا إياها بأنها كتب زبالة المفروض يتم إحراقه، هل يجوز أن يصف شخص كتب الإسلام بأنها زبالة، ظل أكثر من سنتين يتحدث في الفضائيات، ولم نستطع أن نمنعه يتحدث في الفضائيات وكان يأخذ راحته تمامًا، لحد لما واحد سجنه سنة فقط»، على حد قوله. واستطرد الحويني: «ستجد المارقين من أمثاله يتكلمون عنه ويصورونه بطلاً ويقولون إنه رجل يدافع عن الفكر، حتى عندما يخرج من السجن يصورنه على أنه بطل قومي». كما طالب بتغليظ عقوبة ازدراء الأديان، قائلاً: «واحد تطاول على كتب الإسلام يأخذ سنة واحدة سجن بس، في الوقت الذي يحدث فيها هجوم على كتب تراث الإسلام ناتج عن جهل بالسنة وبعلم الحديث، وانتشر الجهلة في غياب هيئة كبار العلماء». وفى نفس السياق، انتقد الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، ما أسماه «الهجوم على الدين باسم التنوير»، مطالبًا الرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة التدخل لوقف هذا الأمر. وأضاف مخيون فى تصريح له، أن هؤلاء الذين يدّعون «التنوير» ليس لهم نصيب من اسمهم؛ لأن النور في الإسلام وليس في غيره، وكل من خالف ذلك من الظلمات حتى لو أسمى نفسه «مستنير» أو غيره، مشيرًا إلى أن ظاهرة العولمة وراء تطاول هؤلاء الجهلة على الدين الإسلامي وجعل الناس يتخلون عن دينهم وشريعتهم. وأوضح: «أعلم أن الرئيس عبدالفتاح السيسي إنسان فعلًا متدين، ونحن في أي اجتماع نراه يتركنا ويذهب للصلاة ولديه حب لدينه وأنا أعرفه من قبل الرئاسة وأعرف تدينه الشخصي ولابد أن يكون له دور في وضع ميثاق إعلامي يمنع ذلك لأنه مسئول أمام الله، وأنا أقول هذا الكلام من باب النصح والخوف على البلد ونجاح تلك المرحلة» - حسب وصفه. وعلق رئيس حزب النور على حُكم حبس الكاتبة فاطمة ناعوت والباحث إسلام بحيري، قائلًا: «حكم قضائي يجب احترامه، فالإسلام ليس مستباحًا لكل مَن هب ودب لهدم الثوابت، وأن ما فعله بحيري وناعوت محاولة لهدم الأزهر». ومن ناحية أخرى، قال المهندس جلال مرة، الأمين العام لحزب النور، إنه لا يمكن التعليق على ظاهرة «ازدراء الأديان»، مضيفًا: «علينا جميعًا احترام القانون والقضاء». وأشار مرة ل«المصريون», إلى أن الأشخاص الذين يهاجمون بعض آيات القرآن الكريم وينتقدونها في برامجهم هم فئة قليلة ولا يمثلون الشعب لذلك لا يجب الاهتمام بهم، مؤكدًا أن الدستور يعاقب مَن يسخر بآيات القرآن. ولفت إلى عدم وجود نية للحزب لتعديل أو حذف هذه المادة من الدستور التي تعاقب مَن يسيء إلى الدين الإسلامي أو الأديان السماوية المصونة بالبرلمان، مضيفًا: «لا يجب الاهتمام بهذا القانون لأن هناك أولويات في بعض القوانين التي يجب الاهتمام بها». وفى نفس السياق، قال المهندس أشرف ثابت، عضو المجلس الرئاسي لحزب النور، إن المطالبة بإلغاء عقوبة ازدراء الأديان من قانون العقوبات، سقطة كبيرة جدًا يتحملها مَن سيكون وراءها. وأوضح ثابت خلال حواره لبرنامج «الحياة اليوم» على فضائية «الحياة» أن القاضي الذي يستطيع أن يحكم في التهم الموجهة لشخص ما بأنه سبّ شخصًا آخر، يستطيع أن يفصل في قضايا ازدراء الأديان ويستطيع أن يكون له رؤية يوضح من خلالها هل قام الشخص بازدراء الدين وتحقير للشعائر أم لا. يذكر أن شخصيات إعلامية اتهمت فى الفترة الأخيرة بتهمة ازدراء الأديان كالكاتبة الصحفية فاطمة نعوت والإعلامي إبراهيم عيسى والباحث إسلام بحيرى.