خبراء: الشباب سيذهلون النظام بطرق جديدة فى الاحتجاج لن يتوقعها تفتيش لشقق التحرير, حواجز أمنية وعسكرية واعتقالات للعديد من شباب الثورة تمت قبل وأثناء إحياء الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير, إلا أنها لم تمنع ظهور أشكال جديدة من الاحتجاج والتظاهر المقنع حيث لجأ مراسل برنامج "أبله فاهيتا" والممثل الشاب أحمد مالك للسخرية من الشرطة عن طريق توزيع واق ذكرى، قاما بنفخة على هيئة بلالين فيما قادت سناء سيف الشقيقه الصغرى لعلاء عبدالفتاح مسيرة فردية طافت خلالها شوارع وسط البلد. وأكد خبراء سياسيون، أن الشباب لجاء لتنبيه الشعب بأن ثورة يناير لم تمت، عبر استخدام أسلوب يخطف وسائل الإعلام ويجبرهم على تناوله, ليثبتوا أنهم لم ولن يقف شىء إمامهم نحو تحقيق أهداف الثورة, وهذا هو الإبداع فى الاحتياجات كما تعودنا عليه من الشباب الثائر. "الواقى الذكرى" أراد الفنان أحمد مالك وشادى حسين مراسل برنامج «أبله فاهيتا»،أن يواجها النظام بذكرياتهما الأليمة فى ذكرى ثورة يناير التى تعايشا معها وأصيبا فيها وفقدا أصدقائهما, فحاولا أن يعبرا عن رفضهما لممارسات الثورة بطريقة غير تقليدية لم يعلما أنها ستكون الأكثر تأثيرًا فى الذكرى الخامسة للثورة. حيث قاما الاثنين بنفخ عدد من الأوقية الذكرية على شكل بالونات وكتبوا عليها تهنئة للشرطة فى عيدهم ووزعوها فى ميدان التحرير, ولاقت هذه الطريقة سخط مؤيدو النظام ووزارة الداخلية والتى قدمت بلاغات ضدهما وتم القبض على شادى حسين, فيما اعتذر مالك عن فعلته رغم إيمانه بها فى البداية كتعبير عن وجهة نظرة ضد القبضة الأمنية. تعرض المراسل والفنان الشباب، لانتقادات لاذعة على الفيديو، من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وكان أبرز تلك الانتقادات من جانب صفحة باسم الشرطة المصرية، حيث قال الأدمن:«أقسم بالله ما هنسيبك ولو مجاش حقنا بالقانون, هنعرف ناخد حقنا منك كويس.. ومبروك بقيت عدو ل37 ألف ظابط». " لساها ثورة يناير" أبت سناء سيف، الناشطة الحقوقية المفرج عنها مؤخرًا, ابنة المناضل الحقوقى أحمد سيف الإسلام الذى توفى مؤخرًا وهى ترقد خلف القضبان, شقيقة الثائر علاء عبد الفتاح المحبوس حاليًا لاختراقه قانون التظاهر, وابنة المناضلة الحقوقية الدكتورة ليلى سويف, التى تناضل من أجل مناهضة التعذيب وشقيقة الناشطة السياسية والحقوقية، منى سيف, أبت "سناء" أن ترضخ لقيود النظام الأمنية وثكناته العسكرية فى كل الميادين, وخرجت وحيده لإحياء الذكرى الخامسة عشر لثورة يناير وهى ترتدى تى شيرت مكتوب عليه "لساها ثورة يناير" وقامت بالسير من ميدان مصطفى محمود حتى وسط ميدان التحرير, وقالت "زى كل سنة همشى من نفس الطريق لوحدى بس متأكدة إن فيه سنة جايه، آلاف يرجعوا يمشوه تاني" ولاقت هذه الطريقة إعجاب العديد من المناهضين للنظام ووصفوا"سناء" بالمناضلة الشجاعة "يسقط النظام" وفى مواجهه خطرة خرجت عائشة محمد التى لم تتجاوز 40 عاماَ، لتردد هتافات ضد الرئيس عبد الفتاح السيسى بميدان التحرير فى الذكرى الخامسة لثورة 25يناير، وطالبت بإسقاط النظام، كما رفعت شعار "رابعة" فى وجه المتظاهرين المؤيدين للنظام وسط تواجد مكثف لقوات الأمن، فيما واجهها مؤيدى الرئيس بهتافات "السيسى عمهم.. وتحيا مصر.. والجيش والشرطة والشعب أيد واحدة"، وتكالبوا عليها وطالبوا بتفتيشها والقبض عليها بزعم انتمائها لجماعة الإخوان، لا سيما وهى ترتدى خمارًا وعباءة تشبه ملابس فتيات جماعة الإخوان فيما قام أحد المتظاهرين لإنقاذها قائلاً: "دى مريضة يا جماعة مشوها من هنا" وقام على الفور أحد أفراد الشرطة باصطحبها إلى خارج الميدان. والتقت "المصريون" عائشة، فى محاولة لمعرفة سبب دخولها ميدان التحرير وترديد هتافات ضد النظام، فقالت:" قتلوا جوزى وابنى فى النهضة وحرقوهم وهما معملوش حاجة، أنا بكرههم وعاوزة ابنى يرجعلى تأنى وجوزى". ومن جانبه علق الدكتور سعد الدين إبراهيم المحلل السياسى ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، على استخدم شباب الثورة لأساليب جديدة فى الاحتجاجات ضد النظام الحالي، قائلاً:"إن السبب وراء قيام ثورة يناير هو الشباب الذى استخدام إبداعاته البسيطة مثل "الفيس بوك وتوتير" فى الإطاحة بالرئيس المخلوع "حسنى مبارك ". وأضاف فى تصريح خاص ل"المصريون"، أن الشباب المصرى معروف بإبداعات فى التعامل مع الواقع، وبالتالى ما قام به "سناء عبد الفتاح وأحمد مالك وشادى حسين" هو أسلوب جديدة فى التعامل مع النظام الحاكم، فى ظل عدم القدرة على الحشد وتعبئة المواطنين بالميادين والشوارع، ما أدى إلى تنوعه أساليبهم فى مواجهة النظام. وأوضح مدير مركز ابن خلدون، أن الشباب لجاء إلى تنبيه الشعب بأن ثورة يناير لم تمت، عبر استخدام أسلوب يخطف وسائل الإعلام ويجبرهم على تناوله, ليثبتوا أنهم لم ولن يقف شيء إمامهم, وهذا هو الإبداع فى الاحتياجات كما تعودنا عليه من الشباب الثائر. وقال مجدى حمدان المحلل السياسى وعضو جبهة الإنقاذ السابق, إن الأجهزة الأمنى غالبًا ما تعمل على "كهربة" المناطق الحساسة كصنع كشوف العذرية فى حين تتغاضى وتغض الطرف عن حالات الاغتصاب التى يقوم بها رجال الداخلية فى أقسام الشرطة أو فى سياراتها مثلما حدث مع الفتاة المعوقة ذهنيًا والتى اغتصبها اثنين من رجال الشرطة. وأشار إلى أنه من الطبيعى أن من يعترض يقوم باستخدام بنفس الطريقة فى المواجهة, فالقمع والتخويف صنع حالة جديدة من الاعتراض, والشباب لدية طرق كثيرة وشتي, ولن يعجز فكريًا عن التعبير عن غضبة من حالة القمع ولن تعجزه الأله الأمنية. تابع: "الأسبقية فى الابتكار كانت لشباب 6 إبريل عندما تظاهروا أمام منزل محمد إبراهيم قاتل المصريين بالملابس الداخلية عندما كان وزير داخلية مرسى مشيرين إلى أن وزير الداخلية ينام على فراش أى نظام وبالفعل محمد إبراهيم مع السيسى تعامل بآلة القتل والقمع لكل الآراء". وأضاف، أن أساليب التعبير كثيرة وسنفاجأ بوسائل لم نكن نتخيلها فى التعبير عن الغضب من نظام الحاكم الفرد, فهؤلاء الشباب بطاقتهم سيذهلون نظام السيسى بطرق لا يتوقعونها.