قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الدلالة الأبرز, التي كشفتها الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير, أن السلطات المصرية مصممة على منع التظاهر, ودحر أي نوع من المعارضة, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن مصر شهدت حشودا أمنية غير مسبوقة في هذه الذكرى, كما قامت السلطات منذ بداية يناير باعتقال عدد من النشطاء وتفتيش العديد من الشقق بالقرب من ميدان التحرير. وتابعت أن ما حدث في ميدان التحرير في ذكرى الثورة, يكشف أيضا حملة التقييد على المعارضة, حيث كان الميدان متاحا في هذا اليوم لأنصار النظام فقط. واستطردت الصحيفة, قائلة في تقريرها في 26 يناير :" يبدو أنه لا فرصة لتراجع السلطات عن التقييد على المعارضين, بعد اعتقال الآلاف منهم, منذ عام 2013 ", على حد قولها. وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية قالت أيضا إن هناك أمرا أصبح واضحا بخصوص مصر, وهو أن "الخوف", أصبح يسيطر على الجميع, سواء كانوا في السلطة, أو في المعارضة, على حد قولها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير كشفت جليا الأمر السابق, مشيرة إلى الحشود الأمنية غير المسبوقة, وامتناع بعض قوى المعارضة عن الخروج للشوارع للتظاهر. وتابعت أن "خوف السلطات من ذكرى يناير اتضح في الحشود الأمنية, بينما ظهر خوف المعارضين في امتناع بعضهم عن التظاهر". واستطردت الصحيفة " خوف السلطات يرجع إلى التغيير العميق الذي أحدثته ثورة يناير في المجتمع المصري, ولذا فإنها أصبحت تدرك أن فكرة الثورة لم تنته, ولا تزال موجودة". وأشارت "الجارديان" في تقريرها في 26 يناير أيضا إلى أن الشاغل الأكبر, الذي يقلق السلطات, ليس انتشار الجماعات المتشددة في سيناء, وإنما فكرة "الثورة", التي أصبحت موجودة منذ 2011 , رغم شعور المصريين بخيبة أمل كبيرة, لعدم تحقيق أهدافها, على حد قولها. وكانت وزارة الداخلية المصرية أكدت أن الذكرى الخامسة لثورة يناير، التي وافقت الاثنين، مرت بسلام، وأنها نجحت في التصدي ل"عنف الإخوان المسلمين"، بينما وصفت غرفة عمليات مجلس الوزراء المظاهرات، التي خرجت في هذه الذكرى، بالتجمعات المحدودة. ومن جانبها، أشارت "رويترز" إلى أن السلطات المصرية وضعت خطة طوارئ في ذكرى يناير شملت نشر نحو 400 ألف عنصر من الجيش والشرطة، فيما تحدثت "الجزيرة" عن خروج مظاهرات ومسيرات في عدد من المحافظات المصرية. وحسب "رويترز"، أغلقت السلطات المصرية جميع الشوارع المؤدية إلى مقر وزارة الداخلية في شارع الشيخ ريحان القريب من ميدان التحرير بالقاهرة، كما أغلقت محطة مترو الأنفاق في ميدان التحرير، وتم الدفع بسيارات إسعاف وتعزيزات إضافية من قوات الأمن المركزي ضمن خطة طوارئ تشمل الطرق والميادين الرئيسية في البلاد كافة.