"اللي يقولك لو معجبناش الرئيس هننزل ميدان التحرير ده شخص جاهل، مش هيبقي فيه ميدان تحرير....... هيبقي مقفول بالبوابات وبالدبابات" كانت هذه العبارة مجرد تنبؤات من الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المسجون حاليًا، ولكنها أصبحت واقعًا وأمرًا حتميًا حتى أصبح الميدان مفتوحًا أمام مؤيدي السلطة فقط مغلقًا في وجه أي معارض وأى رافع الشعارات التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير . وتحل اليوم الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، وسط إجراءات أمنية مشددة حيث أغلقت السلطة الحالية الميادين الرئيسية، وعلى رأسها ميدان التحرير بمئات من الجنود والدبابات والآليات العسكرية، كما تم إغلاق محطة السادات لمترو الأنفاق في ميدان التحرير، ودفعت بسيارات إسعاف وتعزيزات إضافية من قوات الأمن المركزي ضمن خطة طوارئ تشمل كافة الطرق والميادين الرئيسية في البلاد. ميدان التحرير الذي احتشد فيه ملايين المصريين في ثورة 25 يناير 2011 يطالبون بتنحي الرئيس مبارك من سدة الحكم، والمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية والعيش والكرامة الإنسانية لم يعد مفتوحًا حاليًا أمام الثوار في ذكرى الثورة بعد مرور 5 سنوات،عليها بدون تحقيق أهدافها وتضحية خيرة شباب الوطن من أجلها لترفع السلطة شعار الميدان للمؤيدين فقط . واتخذ الثوار ميدان التحرير مقرًا لثورتهم إلي أن أعلن عمر سليمان نائب الرئيس في بيان رسمي تخلي الرئيس عن منصبه في مساء الجمعة 11 فبراير 2011 حيث تولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد. وقام المعتصمون بعد تنحي مبارك بتنظيف الميدان، لتكون أبلغ صورة حضارية للعالم أجمع عن مدى رقي المصريين وحبهم لوطنهم. وفي الوقت الذي سمحت فيه السلطة لمؤيديها الذهاب إلى ميدان التحرير والاحتفال بالذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، حيث رفعوا أعلام مصر وهتفوا: شرطة وشعب وجيش إيد واحدة، بنحبك ياسيسي، أغلقته في وجه المطالبين باستكمال مطالب الثورة وتحقيق أهدافها . وأعلنت حركة "6إبريل" أحد أهم الحركات التي شاركت في ثورة يناير، عدم النزول اليوم في الذكرى الخامسة للثورة خوفًا من بطش الأجهزة الأمنية في حين شارك الإخوان في عدد من الأماكن بأطراف القاهرة والمحافظات وسقط منهم عدة ضحايا ما بين قتلى وإصابات . وميدان التحرير هو أكبر ميادين القاهرة، سمي في بداية إنشائه باسم ميدان الإسماعيلية، نسبة للخديوي إسماعيل، ثم تغير الاسم إلى "ميدان التحرير"؛ نسبة إلى التحرر من الاستعمار في ثورة 1919 ثم ترسيخ الاسم رسميًا في ثورة 23 يوليو عام 1952. يحاكي الميدان في تصميمه ميدان شارل ديجول الذي يحوي قوس النصر في العاصمة الفرنسية باريس. ورمز ميدان التحرير يعود إلى حرية الشعوب وصمودها حين شهد عدة مواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية منها بدأت أحداث ثورة 1919 ومظاهرات 1935 ضد الاحتلال الإنجليزي وثورة الخبز في 18 و 19 من يناير عام 1977 انتهاء بثورة 25 يناير عام 2011، والتي انتهت بإسقاط الرئيس محمد حسنى مبارك، بعد 30 عامًا في السلطة ليصبح الميدان رمزًا للمتظاهرين وصمودهم وحريتهم في حين يشكل مصدر رعب وخوف للنظام الحاكم فيسعى إلي إغلاقه بكل ما يمتلك من قوة وعتاد .