كشفت مجلة «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكية أن (إسرائيل) تخطط لافتتاح أول مقر لبعثة غير تقليدية إلى حد ما في أبوظبي، وهو ما سيمثل أول تواجد دبلوماسي ل(إسرائيل) في الإمارات العربية المتحدة، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ترمز إلى التحول المستمر في المشهد السياسي في الشرق الأوسط، وذلك وفق ما ذكرته صحيفة هاآرتس العبرية في نوفمبر الماضي. وأكدت أنه في عام 2009 أيدت (إسرائيل) مساعي دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) وفي عام 2014، أعلنت وزارة البنية التحتية الإسرائيلية أنها تهدف إلى إقامة بعثة إسرائيلية دائمة ل(إيرينا)، هذا يرجع إلى اهتمام تل أبيب بتأسيس موطئ قدم لدبلوماسيتها في دول مجلس التعاون الخليجي. وعلى الرغم من دعم أبوظبي الرسمي للدولة الفلسطينية ورفضها الاعتراف بالدولة اليهودية، فإن الإمارات العربية المتحدة و(إسرائيل) في الأعوام الأخيرة قد وجدتا نفسيهما يملكان انحيازات متشابهة حول عدد من القضايا الإقليمية. مخاوفهما المشتركة تنبع عادة من توسع النفوذ الإيراني في العالم العربي وصعود الجماعات الأصولية السنية في المنطقة، وكذلك طريقة التعامل مع قبل إدارة «أوباما» مع هذه التطورات. وفي هذا السياق، ترى "إسرائيل" أن لها مصلحة في الانفتاح الدبلوماسي على دولة الإمارات العربية المتحدة ولكون البعثة مغلفة بمظلة (إيرينا)، فإن الإمارات العربية المتحدة لن تكون مضطرة إلى الاعتراف رسميًا ب(إسرائيل). من جانبهم، سارع المسؤولون في الإمارات إلى التأكيد على هذه النقطة ولكن بعد فترة وجيزة، عادت الصحيفة الإسرائيلية لتأكيد افتتاح هذه البعثة، وقال مسؤول الاتصالات في وزارة الخارجية الإماراتية إن «أي اتفاق بين إيرينا وإسرائيل لا يمثل أي تغيير في موقف دولة الإمارات العربية المتحدة أو علاقاتها مع إسرائيل»، مؤكدًا أن البعثات المعتمدة من خلال (إيرينا) مختصة بالشؤون المتعلقة بالاتصال والتعامل مع الوكالة. وأكد أنها، تحت أي ظرف من الظروف، لن تشمل أنشطة أخرى ولا تنطوي على أي التزام يخص الدولة المضيفة في علاقاتها الدبلوماسية. بغض النظر عما سوف تؤدي إليه هذه المهمة الدبلوماسية على صعيد العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي و(إسرائيل)، فإن مجرد إنشائها يؤكد مدى التحول في المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط. في عام 2013 أعلن «بنيامين نتنياهو» أمام الأممالمتحدة أن «مخاطر امتلاك إيران أسلحة نووية، وظهور تهديدات أخرى في منطقتنا، قد دفعت العديد من جيراننا العرب إلى الاعتراف أخيرًا أن (إسرائيل) ليست عدوًا لهم. وهذا يتيح لنا فرصة للتغلب على العداوات التاريخية وبناء علاقات جديدة، وصداقات جديدة وآمال جديدة. (إسرائيل) ترحب التعاطي مع العالم العربي الأوسع. ونأمل أن مصالحنا المشتركة والتحديات المشتركة سوف تساعدنا على بناء مستقبل أكثر سلامًا».