... المشهد العام في سوريا لا يسر الحبيب,ولكنه يسعد العدو الموجود في أماكن متفرقة في أوطاننا العربية .ويجيد النظام السوري حيل بهلوانات الستينيات,وأفلام القوميين الذين سجل التاريخ أنهم مجرد ظاهرة صوتية,لا ترجع شبر أرض,ولا تثأر لمقتل فرد.ومن ضمن الحيل الخسيسة التي ارتكبها بشار ونظامه,ما حدث الأسبوع الماضي في عدد من المدن التي كان من المفترض أن تزورها بعثة مراقبة الجامعة العربية ,فقد تقدمت إلى تلك المدن سيارات عليها شعار الجامعة العربية,وما إن دخلت كل مدينة حتى خرج إليها المئات من السكان الشرعيين والأصليين غير العلويين ولا الضالين,لعلهم يجدوا في راكبي السيارات نصرة وفرجا,ثم كانت المفاجأة أن جنود النظام اختبأوا داخل السيارات,و فاجأوا الأهالي بالقتل والاعتقال. والمشكلة الأكبر هي تلك الشكوك في تركيبة وتشكيلة بعثة الجامعة العربية,فأنا شخصيا أعتقد أن نبيل العربي أمين الجامعة لديه نية طيبة لحل الأزمة و وقف شلال الدم,لكن نظرة على ثلاثة من الأسماء على سبيل المثال الموجودة في اللجنة العربية تثير التساؤلات.,وخذ عندك: رئيس البعثة المدير السابق للمخابرات السودانية الفريق أحمد الدابي، الذي تحاصره اتهامات بالضلوع في جرائم دارفور.وخذ عندك الدبلوماسي الأردني صبر الرواشدة، المنتمي منذ شبابه لصفوف البعث ,وخذ عندك المغربي الأطلسي ناوشته ,وهو كما تقول صحافة بلاده : يساري تربطه علاقات وصلات قديمة مع نظام دمشق,وهؤلاء الثلاثة يقال إنهم من مرددي فكرة المؤامرة التي يسوقها بشار . لقد انتقدت سابقا زيارة الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي لدمشق,و لكن كثيرا من تحركاته بعد ذلك تقدم لي دلائل عل أن الرجل يريد بالفعل حلا سريعا يرفع به الضرر والدم من شوارع المدن السورية,ولكن ذلك يستدعي منه أو من الجامعة مراجعة لفاعلية أو جدوى بعثة المراقبة العربية وفائدتها ومدى نجاحها ,كما يستدعي إعادة النظر في عدد من أسماء أفراد تلك البعثة. النظام السوري يلعب فقط على كسب الوقت للقضاء على الثوار,ويستخدم في ذلك بعثات المراقبة أو لجان المصالحة من أول الجامعة العربية وحتى حماس ومجموعات الطبل والزمر القومجية المنتشرة في مصر والجزائر ولبنان.والنظام السوري يلاعبنا جميعا بورقة إما أنا أو التدخل الأجنبي,تماما كما قال مبارك إما أنا أو الفوضى,وأنا أرى أن الفوضى والتدخل الأجنبي لا يقلان خسة و شرا من مسلسل القتل الجماعي المنظم لشعب أراد الحياة,وينتظر استجابة القدر. ولهذا الشعب السوري المصابر والمثابر أقول:الحل من داخلكم ,ولن يأتي من الخارج,فالحسابات تقول : إن بشار أفضل مائة مرة وأكثر نفعا لإسرائيل من أي نظام آخر ,فاصبروا وصابروا. محمد موافي [email protected]