استبعد سياسيون أن يسيطر "رجال الأعمال"، وأصحاب البيزنس والرأسمالية، مجددًا على مجلس الشعب، مع انتهاء الانتخابات البرلمانية التي حقق فيها الإسلاميون الفوز الأكبر، واصفين البرلمان المنتخب بأنه برلمان الثورة، التى خرجت ضد الرأسمالية، وسطوة رجال الأعمال على البرلمان، وأنه من المستحيل تكرار هذا الأمر. وقال حسام الخولى، سكرتير عام حزب "الوفد"، إننا نعيش عهدًا جديدًا، وهو عهد ثورة 25 يناير، ومن الصعب أن تتكرر أخطاء الماضى، خاصة فى البرلمان الذى كان مهيمنًا عليه البيزنس والمصالح والأهداف الشخصية من قِبل الحزب المنحل. وبيّن الخولى، أن جماعة الإخوان المسلمين، لديها الفطنة والذكاء الكافى، فى تلافى أخطاء الحزب المنحل، وألا يستأثروا بآرائهم فقط وخدمة مصالحهم، وتوقع أن يتعاون التيار الإسلامى بشكل عام، مع كل القوى والأحزاب السياسية، خاصة الموجودة بداخل البرلمان، لأنهم يدركون أنه على عاتقهم مسئولية كبيرة، تجاه الشعب الذى اختارهم، وجعلهم الأغلبية فى البرلمان. وأشار إلى أنه سيكون هناك سيطرة للرأسمالية، ولكن الجماعية، ممثلة فى الأحزاب ذات القدرة المالية داخل البرلمان، ولكن ستكون بنسبة أقل من البرلمانات السابقة. فيما رأى البرلمانى المخضرم السابق، علاء عبدالمنعم، أن الإخوان بالتأكيد، استوعبوا درس الماضى من الحزب المنحل، ولذا سيمدون يدهم لكافة القوى والتيارات والحركات والأحزاب السياسية المختلفة، خاصة الموجودة معهم فى البرلمان. وأوضح، أنهم سقطوا فى فخ كبير، عليهم تلاشيه مستقبليًا، وهو تصريحاتهم بأنهم ملتزمون بكافة المعاهدات، وأشكال العلاقات المختلفة، بيننا من جهة، وبين أمريكا وإسرائيل من جهة أخرى، وكان يتعين عليهم أن يوافقوا، ولكن ليس بهذا الشكل السهل، وكان من الأجدى أن تتم الموافقة، بعد مائدة مفاوضات، وتملى عليهم شروطهم كجماعة تمثل الأغلبية، كما كان من الأجدى أيضًا أن يرجئوا هذا القرار لأول جلسة فى البرلمان . ورأى عبدالمنعم، أن الرأسمالية، ستظل مسيطرة على البرلمان، ولكن ليس بالشكل الفاضح، كما كان يحدث من قبل، إبان النظام البائد، وستكون رأسمالية جماعية، متمثلة فى الأحزاب ذات القدرة المالية الكبيرة، بداخل البرلمان، ولا سيما التيارات الإسلامية. وأوضح أبو العز الحريرى عضو مجلس الشعب المنتخب، أنه لا يحب أن نسبق الأحداث، ونتوقع ونتكهن بسيناريوهات متغيرة، وفقًا لتغير الأوضاع والأحداث. وطالب جماعة الإخوان المسلمين، بأن تستوعب الدرس من الحزب المنحل، وألا يكرروا أخطائهم، وأن يكونوا على قدر الثقة التى منحها الشعب إياها. في المقابل، قال على عبدالفتاح، القيادى الإخوانى، إن جماعة الإخوان المسلمين، تعى تمامًا أنها لابد أن تكون على قدر المسئولية والثقة لدى الشعب المصرى، وأن تبذل أقصى جهدها فى خدمتهم وخدمة الوطن. واستبعد عبدالفتاح أن يكون هناك استئثارًا من قِبل الإخوان المسلمين بالبرلمان القادم، أو بقراراته، لأن الجماعة مؤمنة بأن كل القوى والتيارات السياسية شريك أساسى فى اتخاذ القرار، وفى المشاركة وتبادل الآراء، للوصول إلى الحلول المناسبة لخدمة الوطن والشعب بأسره. واستبعد أن يسيطر رأس المال على البرلمان القادم، لأن هذا الدرس قد استوعب جيدًا من البرلمانات الماضية. وأشار عماد عبدالغفور، رئيس حزب النور السلفى، إلى أن حزبه متعاون مع كل الأحزاب والقوى السياسية داخل البرلمان، لأنه مؤمن بتبادل واختلاف الآراء، وعبر عن اعتقاده بأن حزبه سيمثل مع حزب الحرية والعدالة، آراء واحدة، لا تستأثر بالأغلبية، بل ستشارك جميع القوى الوطنية، والأحزاب فى كل القضايا والقرارات المتعلقة داخل البرلمان.