عرض وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ، اليوم الأربعاء، الوساطة بين السعودية وإيران لإنهاء خلاف أثاره إعدام الشيعي البارز نمر النمر في المملكة قائلا إن الخلاف قد يمتد إلى باقي أنحاء المنطقة. وأضاف الجعفري، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في طهران، "لنا علاقة وطيدة مع الجمهورية الإسلامية وكذلك مع أشقائنا العرب لذلك لا يمكن للعراق أن يقف ساكتا إزاء هذه الأزمة." وأعدمت السعودية النمر يوم السبت مما دفع محتجين إلى اقتحام سفارة المملكة في إيران. وعبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يقود بلدا منقسما بحكومة يهيمن عليها الشيعة عن صدمته الشديدة لإعدام النمر ووصف الأمر بأنه انتهاك لحقوق الإنسان. وقطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع إيران منافستها الرئيسية في المنطقة، واتخذت البحرين ثم السودان الخطوة نفسها فيما خفضت الإمارات تمثيلها الدبلوماسي في طهران. لكن محللين يقولون إن العبادي قاوم ضغوطا من جماعات شيعية مسلحة تدعمها إيران وساسة ومحتجين لإغلاق السفارة السعودية في بغداد بعد أن أعيد فتحها مؤخرا. وقالت منى العلمي وهي محللة في مؤسسة المركز الأطلسي الفكرية وتقيم في بيروت إن الحكومة العراقية تحاول تبني موقف وسط بين إيران والدول العربية للإبقاء على زخم حملتها على تنظيم الدولة الإسلامية. وأضافت عبر الهاتف "يحتاج العبادي إلى كل الحلفاء الذين يمكنه الحصول عليهم." ووصف العبادي عام 2016 بأنه عام النصر النهائي على التنظيم المتشدد الذي أعلن دولة الخلافة عام 2014 في مساحات واسعة بالعراق وسوريا. وقال مصطفى العاني مدير دراسات الأمن والدفاع في مركز الخليج للأبحاث ومقره جنيف "العبادي يواجه نارين: المتطرفين السنة والمتطرفين الشيعة". واتهم ظريف السعودية برفض عروض إيرانية للتعاون بشأن "الإرهاب والتطرف" كما اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني المملكة بتأجيج التوترات الإقليمية. وقال روحاني في كلمة نقلها التلفزيون الإيراني يوم الأربعاء "تحاول السعودية التستر على هزائمها ومشاكلها الداخلية بإثارة التوتر في المنطقة".